يحيى خضر المتحمي
تتسابق الأقلام عندما نرى تغريرا ببعض شبابنا وبناتنا وظهور عادات أصبحت دخيلة على مجتمعنا، بجلد الغير وتحميل اللائمة على المدارس وعلى جهات عدة لسن قوانين وتشريعات وكل يدلو بدلوه. والحقيقة لا ننكر أن هناك خللا والمسؤولية مشتركة ولكن الدور الأكبر على الأسرة، فلو عدنا بالذاكرة لعقود من الزمان لرأينا أجدادنا رغم عدم تعلم بعضهم وقتها فقد كانوا يتسابقون في علوم الرجال وكل ما فيه مفاخر لقبائلهم، كما أن الحضر في المدن أسسوا لتجارات أسهمت في توفير خدمات عدة وكونوا جميعا أسرا أنجبت رجالا يشار لبعضهم بالبنان، وقبل ذلك في تاريخنا الإسلامي شواهد مضيئة ولنعود لقصة والد الإمام أبو حنيفة النعمان وصاحب البستان ونرى البناء الحقيقي للأسرة.
إن دور الأسرة في بناء المجتمعات مهما جدا، خاصة في تربية الأبناء وفي وقتنا الحالي من أراد أن يرى بعض حقيقة ذلك فلينظر إلى الشارع وخاصة وقت الإجازة.. أقول لمن يلقي باللوم على المدارس لو يعلمون معاناة معلمي الصفوف الأولية وأخص الصف الأول، لقبلوا رؤوسهم، فبعض أولياء الأمور لا يتحملون أبناءهم وأبناء إخوتهم إذا اجتمعوا ساعة وأقسم على ذلك، فما بالكم بمن يقضي نصف يومه معهم وهو يعمل بإخلاص وبكل همة وتفان؟ فيجب علينا أن نشكر وأن نثني على كل من يعمل لخدمة مجتمعه وبنائه، أما المتقاعسون مسؤولون وغيرهم، فأكرر أنهم نتاج أسرة وثقافة مجتمع، فيجب علينا أن نهتم بأبنائنا وتربيتهم وتنشئتهم على القيم والمبادئ التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وغرس حب الوطن وطاعة ولاة الأمر في نفوسهم.
إننا في بلد الخير والعطاء، فالدولة أيدها الله لم تقصر مع أبنائها وتعقد عليهم الآمال لمستقبل مشرق وتبذل الغالي والنفيس من أجلهم، والدور كبير على الإعلام والكتاب في تثقيف المجتمع ونشر الوعي واستشراف المستقبل، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع وتقدمت الأمة.
أختم برسالة لكل أب صادق: غرسك بين يديك ولن يحب ابنك أحد أكثر منك فاعمل على أن ترى شجرة مثمرة لتنعم وينعم المجتمع بظل وارف، واستشهد بما قيل شعرا:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه