منذ فترة مضت قرأت موضوعين أحدهما بعنوان (34 خبيرا يناقشون نقص الأطباء السعوديين) حول مؤتمر عقد بكلية طب جامعة القصيم لأجل تزويد سوق العمل بكوادر متميزة لمواجهة النقص في عدد الأطباء السعوديين، والآخر بعنوان 7375 يحملون الماجستير والزمالة والدكتوراه يبحثون عن وظائف في جدارة، منهم 494 في العلوم الطبية والصحية.. إلخ.
الحقيقة حينما أقرأ معلومة مثل ما أشرت إليه أقول على الرغم من مضي أكثر من 115 عاما من عمر التعليم في هذا الوطن المبارك وتخريج علماء وقضاة ومفكرين ومثقفين على مستويات عالية إلا أننا حتى الآن لا نعرف كيف نستفيد من أبناء الوطن أو أن الحياة حتى اليوم لم تعلمنا كيف ندير شؤوننا، فكيف يناقش هؤلاء نقص الأطباء فهل غاب عن المسؤولين كيف نفتح مزيدا من التعاقد مع الأطباء الأجانب، والأعجب من هذا لا أحد ينكر حاجة وطننا إلى مزيد ومزيد من الأطباء ووظائف التطبيب متوفرة إذًا فلم نجد 494 عاطلا؟ وتخصصهم العلوم الطبية، بل هناك أسوا من هذا، وهو التمطع في توظيف مبتعثي الصحة الصيادلة (الـ84)، فالوزارة تبتعثهم وتتمطع في تعيينهم، يعني مرمطة بالتوطين الذي يدعو إليه ولي الأمر في كل حين، ويوجد لدينا 254 تخصص هندسة، ولدينا أكثر من 8 آلاف وظيفة شاغرة، ولدينا 489 تخصصا شرعيا، ونحن بحاجة إلى أكثر من خمسة آلاف قاض وما في حكمه، فمثل هؤلاء ألا يمكن منحهم دورات مكثفة في القضاء والاستفادة منهم في بعض حقول القضاء، وإذا علم أن هناك 1911 شخصا تم تعيينهم في القطاع الصحي مقابل إحالة 1240 فلم الإحالة على التقاعد ونحن بحاجتهم وهم قادرون على العطاء، أليست تلك المعلومات تبعث على العجب وكأن المسؤولين لا يستطيعون التصرف فنقص الأطباء يحتاج إلى خطوة واحدة هي التوسع في القبول وتشجيع الشباب على الدخول في هذه المهنة، ولكن المؤسف أن جامعاتنا تخرج أطباء بالقطارة إما بالعشرات أو كسور المئات، ولو قارنا عدد خريجي كليات الطب بكل جامعاتنا عاما واحدا بعدد خريجي كلية طب الجامع الأزهر أو جامعة القاهرة لوجدنا الفرق شاسعا بين العددين، فما الذي ينقصنا؟ بالأكيد بلادنا أقدر من مصر على إيجاد أسباب زيادة أعداد الخريجين، هنا أقول يا أيها المسؤولون في مختلف الوزارات بالإمكان رسم خطة لا تزيد عن عشر سنين لنوفر كل حاجات الوطن من مثل هؤلاء في مختلف التخصصات لو صدقنا مع الله ومع الدولة ومع المواطن والوطن.