فيما تعرضت إحدى طائرات الأباتشي السعودية إلى خلل فني، استدعى هبوطها اضطراريا في منفذ الطوال، على الحدود مع اليمن، وهو ما تحقق بالفعل وبأمان تام، لم يصب معه أي من الطيارين اللذين كانا في الطائرة، بسبب حرفيتهما العالية، انتهزت جماعة الحوثي المتمردة الفرصة، وبثت – كعادتها – الكثير من الأكاذيب والافتراءات، زاعمة أنها تمكنت من إسقاط الطائرة، ووزعت صورا مفبركة، ما أثار سخرية كثير من المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت الطائرة تشارك في تمشيط المنطقة وملاحقة عناصر الحوثيين التي فرت أثناء تعرضها لغارات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي، استهدفت مواقع المتمردين التي جددت أمس اعتداءاتها على قرى الحد الجنوبي في محافظات الحرث والطوال، واستبقت قوات المدفعية السعودية غارات التحالف، حيث دكت مواقع تجمع العصابات قرب الحدود، وأوقعت وسطهم خسائر فادحة في الأرواح، وتم إسكات وتدمير مصادر إطلاق النار.

وكانت قيادة القوات المشتركة قد أصدرت بيانا أوضحت فيه أنه في صباح أمس أجرت طائرة اباتشي تابعة للقوات البرية السعودية – أثناء تنفيذها عمليات على الحد الجنوبي - هبوطا اضطراريا في منفذ الطوال السعودي، ولم تتعرض الطائرة لأي أضرار، ولم يصب الطيار ومساعده بأذى. وأكدت مصادر إلى "الوطن" أنه تم إصلاح الخلل الفني في الطائرة، التي عاودت التحليق في حينه.

وحاولت وسائل الإعلام الموالية للحوثيين استغلال الفرصة، لرفع الروح المعنوية المنهارة لجنودها في مختلف جبهات القتال، نتيجة للهزائم المتلاحقة التي ظلوا يتلقونها يوميا، على أيدي مقاتلي المقاومة الشعبية، وعناصر الجيش الموالي للشرعية، بإسناد ودعم قويين من طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، فسعوا إلى رفع معنوياتهم، ولو كان عبر نصر زائف لا أساس له على أرض الواقع.

وأثنى شهود عيان في إفادة إلى "الوطن" على براعة الطيارين السعوديين اللذين استطاعا أن يهبطا بالطائرة اضطراريا في الطوال بشكل احترافي، مؤكدين أنه لم تحدث إصابات، ولم يقع ضرر على الطائرة أثناء عمليات الهبوط، وأن الطائرة عادت للتحليق بعد وقت وجيز، عقب إصلاح العطل.

في سياق متصل، أكدت مصادر قبلية في اليمن أن عناصر التمرد الحوثي صاروا يطلقون على طائرات الأباتشي السعودية لقب "الموت الأسود"، بسبب ما تلحقه بهم من دمار وتسببه من رعب لفلولهم قرب الحدود. حيث تتابعهم بدقة وتسحق تجمعاتهم. مستفيدة من إمكانياتها العالية وعنصر المفاجأة، وما يمتلكه الطيارون السعوديون من حرفية عالية ودقة في تنفيذ الأهداف.

ومضت المصادر بالتأكيد على أن القوات المسلحة السعودية أوقعت خسائر فادحة وسط العصابات الحوثية التي حاولت الاقتراب من الحدود السعودية، مشيرة إلى وجود انشقاقات بين قيادات الإرهابيين شمال حجة، فيما لجأ العشرات من عناصر الميليشيات للهروب إلى القرى القريبة من الحدود السعودية، هربا من القصف المدفعي والجوي.