فيما لم تزل قوات المقاومة الشعبية تواصل تمشيط المنطقة المحيطة بقاعدة العند الجوية التي استردها الثوار من ميليشيات الحوثي وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، وتتأهب لاستعادة كافة محافظة لحج، بعد سقوط عاصمتها، مدينة الحوطة، كشفت مصادر داخل المقاومة الشعبية أن الاستعدادات تجري لطرد الانقلابيين من مدينة تعز، وأن آلاف المقاتلين المدججين بالسلاح وصلوا المدينة.
وأضافت المصادر أن الأسلحة النوعية التي أنزلتها طائرات التحالف خلال الأسبوع الماضي للثوار في تعز، قلبت موازين القوى لصالح مقاتلي المقاومة الشعبية، وأضافت أن ذلك حرم المتمردين من عامل الروح المعنوية التي كانت مرتفعة لديهم، بسبب تفوقهم السابق في الأسلحة والذخائر.
وبالأمس دارت معارك دامية في جبهة الضباب والأربعين وجبل الوعش، راح ضحيتها 16 قتيلا و70 جريحا وسط المتمردين، وأكد وزير الداخلية، اللواء عبده الحذيفي، أن ثلاثة أرباع المدينة باتت في أيدي الثوار، الذين يعتزمون استردادها كاملة خلال اليومين المقبلين.
وردت قوات التمرد الحوثي على هزائمها وتقهقرها بشن حملة قصف عشوائي، استهدفت عدداً من الأحياء السكنية بالمدينة، شملت أحياء التحرير الأسفل، والضبوعة، والمسبح، ووادي القاضي، إضافة إلى منطقة جبل جرة.
وسارع المتمردون إلى نصب نقاط تفتيش على مداخل المدينة، وشددوا إجراءات تفتيش أمتعة المسافرين والأفراد. وذلك استباقا لتحرك قوات المقاومة نحو المدينة، لاسيما بعد إعلان المتحدث باسم المقاومة الشعبية في اليمن، علي الأحمدي بسط الثوار سيطرتهم على كامل محافظة لحج. مشيرا إلى أن مرحلة تمشيط جيوب التمرد في قاعدة العند ومدينة الحوطة على مشارف الانتهاء.
يأتي ذلك، بعد أن سيطرت المقاومة أمس على الحوطة عاصمة محافظة لحج شمال عدن والمناطق المحيطة بها، في أعقاب استعادتها قاعدة العند الجوية.
في سياق متصل، أكدت مصادر ميدانية داخل المقاومة الشعبية أن مئات المقاتلين من الثوار والجيش الموالي للشرعية ما زالوا يخوضون معارك شرسة مع الحوثيين في عدة مناطق بمحافظة تعز، بإسناد جوي كثيف من مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده المملكة. وأشارت إلى أن موقع جبل العروس الاستراتيجي المطل على تعز، والذي يحاصره الثوار منذ يومين تعرض أمس لغارات عنيفة من طيران التحالف، ما دفع عشرات المتمردين إلى الفرار. كما شنت المقاتلات عدة غارات جوية على تجمعات للانقلابيين في محيط حي المستشفى العسكري، ومعسكر القوات الخاصة، وموقع جبل العروس ومتنزه زايد.
إلى ذلك تعهد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقادة عسكريون ميدانيون بمواصلة الزحف نحو محافظتي الضالع وتعز لتحريرهما خلال الأيام القليلة المقبلة من المسلحين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح.