? فرق بين داعشي يهودي أو داعشي مسلم أو داعشي مسيحي، الإرهاب المذهبي واحد.. فكر واحد، ثقافة سفك الدماء هي ذاتها في كل مكان. يحاول الإنسان المسلم في هذه المرحلة من الزمن الصعب والدموي الذي تعيشه الأمة المسلمة ألا يشعر بالغضب والعدائية نتيجة كل ما يحدث حوله، وأن يكون مسالما بقدر ما يطيق.

إن كل الممارسات الطائفية والمذهبية ليست من التدين أو الإخلاص الديني في شيء، إنها من الدفاع عن الهوية المزيفة والذاتية البحتة ليس أكثر.

إن الفكر التكفيري في هذه المرحلة، وكما هو حاله على مدى التاريخ كان مرتبطا بهؤلاء المنافقين الذين مكنهم الاستكبار على الحق من جر الأمة إلى ويلات الاضطراب والتشوش فأصبح الشباب المسلم مختطفا، مدجنا، معبئا بكل طرق التدمير الذاتي لنفسه ولغيره.

إنهم بتمكنهم من عقول الشباب أصبح الشاب يرى القتل والتضحية بالأبرياء فضيلة يثاب فاعلها، وبتمكنهم من أبنائنا أصبح العالم اليوم من حولنا يعيش ويلات التكفير الذي سيحرق الجميع بالنار والجحيم.

المؤسف أن الكثير من الشباب أصبحوا ينتمون لهؤلاء ولمدرسة وفكر هذه الشخصيات، وهي شخصيات اعتبارية وموجودة ولا تفرق بين الفكر الإسلامي والتكفير في جلباب إسلامي.

الشاب مواليد الثمانينات الذي قضى في تفجير مسجد الكويت لم يأت بجديد هو نقل واقع داعش، وداعش نقلت قيمها من المصدر التكفيري وهو طبّقه على شكل مشهد عملي، بحيث كان مؤمنا تماما أنه ينقذ الأمة من المخالفين لمنهجه وأن حوريات الجنة بانتظاره. بينما قضت روحه وهي ملوثة بقتل العشرات من الصائمين الساجدين في بيت الله وفي الشهر المحرم.

لم يعد لـ(داعش) وجه واحد بل بات لها ألف وجه، والكثير من الأتباع المجاهرين والمتخفين والخجولين، ومن الهوى في قلوبهم داعشي وهم يتكاثرون بسرعة، والمصدر ثقافة واحدة قاتلة وعنصرية وكلهم جاهزون إما لسفك الدماء أو التصفيق للقتلة من بعيد.

إن تنوير‏ العقل ?‏العربي ليس أمرا سهلا اليوم؛ لأنه عمل يتطلب تغيير جذري في المفاهيم والمقاييس والطبائع والاعتبارات. فهل سنفعل؟

نحن بحاجة للمقاومة التنويرية السلمية أو سيكون لهؤلاء الدواعش أن يقسموا الأوطان إلى دويلات مذهبية متقاتلة. الحل السلمي الأفضل الاستمرار في تثقيفهم ثقافة إنسانية سلمية وفرضها عليهم، وتجفيف منابع الفكر التكفيري الطائفي وإحلال الفكر الإنساني والسلمي مكانه. إن الإنسانية والحفاظ عليها قيمة عليا لا يقدمها ولا يقدم عليها إلا الشرفاء الأنقياء البصر والبصيرة وهي سمة الأنبياء فهل من متبع لها؟