يوما بعد آخر تتصاعد نسبة تناول الطعام خارج المنزل، إما بسبب الرغبة في التغيير أو تجربة شيء مختلف، غير أنني أعتقد أن السبب الحقيقي هو تكاسلنا عن الطهي، والمثير في الأمر أننا –غالبا- ما نعلل ذلك بعدم معرفتنا بما يمكن طهيه في المنزل!
هذه المعضلة التي تتكرر دائما استطاعت التقنية حلها وبكل سهولة، إذ قامت مجموعة من مواقع وصفات الطهي الإلكترونية مثل "super cook" وغيره بتغيير طريقة عرضها لوصفات الطبخ، إذ وبدلا من عرض الوصفة ومكوناتها بالطريقة التقليدية، أضحى المستخدم يقوم بتحديد المكونات المتوافرة لديه في المنزل، ثم يقوم الموقع وعبر قاعدة بياناته الضخمة بعرض وصفات الطهي المناسبة للمكونات المتوافرة فقط!
بالطبع تستطيع اختيار نوع المطبخ الذي تتلذذ بأطباقه، وكذلك أسلوب الطهي ومدته، كما أن بعض المواقع انتقلت إلى مستوى أعلى، وهي إشراك المستفيد في إثراء التجربة وتوسعها، كما لو كان في منصة اتصال اجتماعي، إذ يقوم بإضافة ومشاركة وصفاته الخاصة أو أطباق بلاده الشعبية، مع التركيز على الوصفات ذات المقادير المحدودة، أو تلك التي يمكن استبدالها بمواد أخرى، وكذلك الوصفات التي يستغرق طهيها دقائق معدودة.
هنا في المنطقة العربية لا تزال مواقع الطهي تراوح مكانها، ولم تتجاوز الأسلوب البدائي في عرض الوصفات، التي تتكرر من موقع إلى آخر، وقليل منها يحتوي على أصناف حصرية أو جديدة، لكنها جميعا لم تتطور إلى المستوى الثاني، مما يجعل هذه الفكرة وما يتفرع عنها فرصا تستحق المغامرة، فالمجال واسع وسقف الأفكار في هذه الفكرة لا يمكن أن يتوقف، والأجمل هنا أنها تستهدف جمهورا عربيا ضخما.
المهم، إن كنت مهتما بهذه الفكرة فيجب أن تكون أولا شغوفا بالطهي وما يتفرع عنه، ثم لا تنس أن تضيف عليها شيئا من لمستك الشخصية وأطباقك المبتكرة... وبالهناء والشفاء.