حول ما يحدث اليوم تحليلات بلا نهاية، بعضها يتعلق بتركيبة العالم الحديث وقواه. تكييف المصالح في سياق الأفكار الكبرى، وكيف تتحرك وتتجه، وكيف يطلع مع استعمال كل واحدة منها شكل الصراع البشري اليوم، في مكان ما من العالم بكوارثه. أفكر كم سيستغرق هذا الفصل من الجحيم عددا من الأجيال التي ستفنى أعمارها تحت دمار الحروب، والحروب الأهلية؟ هل سينتهي كل هذا إلى تحوّل يلحق بالعالم؟ وما هو ثمنه وعمقه؟، محاربة الإرهاب صارت تعني داخليا أن فكرة الدولة الحديثة تحارب متطرفي السنة ومتطرفي الشيعة، وجماعات الإسلام السياسي من الجهتين. إنه وقت الدولة بصفتها المدنية والقانونية بصرامة، هذا لن يعجب الغلاة من الجهتين، سيعتبرون التراجع عن التكفير وسفك الدماء نوعا من خيانة المعتقد، هذا سيحدث، لكن مواجهته الآن، مهما كلف الأمر، أسهل بكثير من مواجهته لاحقا.
خذ مثلاً؛ ضع في محرك اليوتيوب كلمتي "فتوى بقتل"، ستصل إلى عشرات الصفحات، والقتل يزداد والأسباب تصير أتفه من بعضها، من الطرفين (سنة وشيعة). ولو حسبت تفاقم الكارثة فإن في كل صفحة عشرين مقطع فيديو، اضربه بعشرات الصفحات. الطرفان أخيرا يتورعان في قتل النمل والحشرات والحيوانات، لكن السني والشيعي يفتيان بقتل بعضهما البعض أفرادا وجماعات بالفم "المليان"، ودون أدنى خجل، هذا ما نحن فيه من طرف مثالي.