اقترن قبول الجعجعة أو الصخب والضجيج، والسكوت عليها، بأمر يجعله مقبولا، ويساعد على تحمله، لذلك قيل "نسمع جعجعة ولا نرى طحنا"، بينما لم يزل بعض مسؤولينا يواصلون جعجعتهم دون أي "طحن" يذكر، ولو تأملنا تصريحات بعض المسؤولين في الغالب على سبيل المثال، واستعرضناها لوجدنا أنها لا تتجاوز حدود الكلام، أما الإنجاز أو العمل على إنهاء معاناة المواطنين أو تصحيح بعض أوضاعهم، فمرتبط دائما بكارثة، أو فضيحة، فلا يتم توفير وظيفة لمستحق إلا بعد أن يظهر على مرأى ومسمع من العالم شارحا ظروفه، ولا يتم الأمر بعلاج حالة مرضية مستعجلة إلا بكثير من المقاطع المسجلة بالصوت والصورة، والتي تطلع العالم بأكمله على نواحي القصور والإهمال، ولا يأتي السكن اللائق إلا بعد تصوير المواطن سكن الصناديق الحديدية والعشش، بينما لم تزل بعض المشكلات رغم الفضائح لم تجد حلا كمعضلة التعليم مع معلمات البند "105".
إن هؤلاء المسؤولين يشوهون صورة الوطن في عيون العالم، ويسيئون إليه، والحل يكمن في محاسبتهم على تفريطهم، وليس بمعاقبة المواطن الضعيف الذي ما زال يطرق الأبواب بحثا عن حل لمشكلاته.