تغيب لدينا المؤسسات الاجتماعية غير الربحية، والتي تنهض بالعبء الاجتماعي إلى جانب القطاع الحكومي والخاص، والتي تعد متممة لمعادلة التطور والبناء في المجتمع باعتبار أن العمل الجماعي والتعاون خلالها هو أحد السبل لحماية المجتمع من مشكلاته، وبرغم توافر كثير من المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية إلا أن دورها بقي محدودا، فهي لا تتمتع بتنسيق العمل كفريق واحد، وذلك في ظل ضعف قدرتها في إدارة ما لديها من موارد، وهذا ينعكس عن معاناة الناس في الازدحام بداخل تلك المؤسسات وعلى أبوابها.
في كل مرة نشاهد فيها أشخاصا تضيق بهم الحلول حتى يكونوا مضطرين للإعلان عن معاناتهم من خلال النشر ووسائل التواصل الاجتماعي، وفي كل مرة أيضا نحتفي بفاعل خير تناول القضية وقدم المساعدة، وهذا سلوك إنساني يُشاد به ويحسب لصاحبه، وسيكون لدينا وفق هذا التصور نتيجة أن حاجة المحتاج تنقضي بعد الإعلان عنها بساعات، ولكن هذا يعني وجود حلقة مفقودة بين كثير من المتبرعين بسبب فقر المعلومات عن المحتاجين مقابل فئة من الناس يصعب الوصول إليهم ولا تتوافر لديهم السبل، فينهزمون لواقعهم بعد تقديم المئات من الطلبات والأوراق التي يستجدون فيها حقوقهم، عندما تكون الآلية رهن العشوائية وسوء التنظيم.
هناك احتياج للدور الاجتماعي من خلال استخدام التقنية ووسائل الاتصال، بحيث يمكن الإبلاغ عن أي حالة أو إتاحة تقديم الطلبات وإرفاق الوثائق وتسهيل تعاملات المستفيدين، إضافة إلى تنظيم العمل الخيري من خلال الربط بين مؤسساته بالحاسب الآلي لتكوين قاعدة بيانات موحدة تسهل تبادل المنافع والأدوار، وإنشاء حلقة وصل فاعلة بين المتبرعين والمحتاجين، وسنجد حلا حينما تتفق المؤسسات المعنية بتقديم الخدمات الاجتماعية على مصلحة واحدة، كما يحصل في أساليب الربط التقني التي تحقق منها المؤسسات مصالحها وكما حدث بعد تفعيل الربط الإلكتروني بين وزارة الشؤون الاجتماعية وعدد من الجهات الحكومية، والتي ترتب عليها إسقاط أكثر من 107 آلاف حالة ضمانية بسبب مخالفتها أهلية الاستحقاق، وكما يسهل الاستقطاع من المواطنين فالتكافل والعطاء من أجلهم سيكون سهلا أيضا إذا طبقنا نفس الآلية.
الإيجابية في تنظيم العمل الخيري وتطبيق الآليات التقنية وتكامل المؤسسات الحكومية والخيرية معا سيمكن من تطوير العمل والارتقاء بمستوى أداء الخدمات الاجتماعية، ما يسهل تقديم المتطوعين للمساعدات ويشجعهم، وبالتالي سهولة الوصول إلى المستفيدين وتلبية احتياجاتهم بيسر وسهولة.