هناك نوعية من المشاهير أو لنقل من النجوم في تخصصهم، تتمنى ألا يخرجوا في أحاديثهم عن إطار هذا التخصص لأنهم سيعبّرون عن سقوط فاضح. وعادة ما تكشفهم اللقاءات التلفزيونية أو المواقف المفاجئة، وكم من مبدع مشهور لدينا تمنيناه أن يحرث فقط في تخصصه، ويتجنب الهذر في أي شان غيره.

الأمر لا يقتصر علينا بل هو شأن معروف وملاحظ في العالم، ونحن في مجتمعنا كما هم لا ننفك من تلقي كثير من المفاجآت من قبل مشاهير في مجالاتهم نحسبهم من فرط إعجاب بما هم عليه أذكياء في كل شيء، الأمر يشمل كل التخصصات والمناشط وحتى بعض شخصيات الوجاهة والتعامل المباشر مع الناس، وأحسب أننا لو نستعرض معكم ما تم تداوله في مجتمعنا من صيدات تخص السقوط المريع لكثير من الشخصيات العامة في الرياضة والفن وحتى الاقتصاد والسياسة لأمسكتم رؤوسكم من هول ما كانوا عليه، فأحد وزرائنا اعترف مستدلا بالرواة والإحصائيات أن البطالة منذ عصر النبوة! وعليه أدركت أنا لماذا كان أبو لهب عاطلا عن العمل، ولن نكثر حولهم لأن سقطات بعضهم مخجلة!

أما نجوم الفن وكرة القدم فحدث ولا حرج من الحارس الدولي الذي تناقلت الركبان ما يقول حتى القناة الألمانية الأشهر التي وضعت حديثا له الأفضل متابعة خلال شهر: "كيف تفوزون بكأس آسيا وأنا حارس منتخبكم".. ناهيك عن رئيس النادي الذي دعا الحكام للجلوس في بيوتهم "ويفكوننا من شرهم" إذاً من سيحكم مبارياتك؟!

ولن ننسى ما حدث قبل أيام حين كان الفنان محمد عبده ضيفا على علي العلياني في برنامج ياهلا ليلقي بكلمات "ليته لم يقلها"عن طلال مداح -رحمه الله- بقوله إنه "فنان شريف لكن بطانته كان أغلبها سيئ"، ويا لفداحة ما قال؟!

ولأن محمد عبده يهمنا جميعا فالخوف الخوف مما سيظهر مستقبلا حيث سيظهر نجمنا الطربي الأول على شاشة دبي أسبوعيا عبر برنامج خاص بالمواهب وبالتأكيد أنه سيتحدث كثيرا، ولن يكون الحديث خاصا بالتقييم لأن هناك من سيبتعد به ليشمل جوانب أخرى، وأنا كما غيري لم أتمنى ظهور نجمنا الكبير في أي حوار تلفزيوني بعد سقطة "الرسول سعودي" و"البطانة السيئة" لكن ولأن "الفأس وقع في الرأس" أتمنى عليه وقبل الانطلاقة أن ينال قسطا من الدورات التدريبية الخاصة في فن التعامل مع الميكروفون خلال الحوارات، والأكيد أن لدينا وفي الإمارات من هم قادرون على إضافة الكثير للنجم الكبير.

أشدد على ذلك وهو أمر متبع من كثيرين، ورئيس مثل باراك أوباما وبسبب ما كان عليه سابقه بوش من سقوط لفظي مريع قد خضع لدورات تدريبية كثيرة، بل إنه اعترف أنه جلس مع متخصصين في فن الحوار واختيار الألفاظ المناسبة، ناهيك عن أنهم يزورونه بين الفينة والأخرى لتدريبه على كيفية التعامل مع الإعلام والشخصيات المختلفة.

الأمر ليس عيبا أو فيه ما يخجل بل إنه بات من مستلزمات الحياة الحديثة المنفتحة على كل شيء، وليسمح لنا بعض مسؤولينا ومشاهيرنا -وبالتأكيد أبو نورة من بينهم- على حاجتهم لمثل ذلك، ولأننا نحب الأخير كثيرا نتمنى أن نراه دائما متألقا في كل مجال هو فيه.. وحتى لا نفاجأ بأن زرياب من الإمارات!