اتضحت الرؤية بالنسبة لأغلب البرامج والمسلسلات الرمضانية، بعد أن قارب الشهر الكريم على الانتصاف.
أكثر الأعين كانت متجهة لما سيقدمه النجم الكوميدي الكبير ناصر القصبي، في باقي حلقات مسلسله "سيلفي"، خاصة بعد ابتعاده أعواما عن رفيق دربه الفني عبدالله السدحان، النجم الكبير هو الآخر، وبعد أن ضاع الطعم الكوميدي لكليهما، بعد صحبة فنية طويلة، وبعد ثنائية لا يمكن أن تتكرر خليجيا بنجاح، كما هي ثنائية القصبي والسدحان.
"سيلفي" استطاع أن يضرب بقوة في الحلقات الأولى منه، عندما ضرب على وتر الراهن السياسي العربي، والعراك غير المنتهي يوميا، بين داعش من جهة، وبين خصومها السياسيين والمذهبيين، وهي الحلقات التي أججت نيرانا كلامية وكتابية كثيرة، في أوساط شبكات التواصل، بل وحتى في جلسات المجتمع العامة.
طبعا، شجاعة كبيرة من المبدع ناصر القصبي أن يضع نفسه في مواجهة غول داعش الإجرامي، وأن يلعب في منطقة مميتة، غير أني أرى، وبعيدا عن شجاعته تلك التي تحسب له، أن آفة الفن في تسييسه، وأن السياسة متى ما دخلت في فن فإنها تشوّهه أيما تشويه، ولهذا يبدو ناصر القصبي أكثر عمقا وجمالا في فنه الاجتماعي البسيط، دون تعقيدات الأيديولوجيا، سياسية كانت أو سواها.