وضعت كثرة انتقالات اللاعبين بين الأندية السعودية أكثر من علامة استفهام حول سبب استقطاب نفس العناصر خصوصا تلك التي لم تجد الفرصة للعب أو لم تقدم المستوى المأمول منها خلال تواجدها مع أنديتها، لاسيما الكبيرة منها. كما أثارت الانتقالات المتكررة تساؤلا فيما إذا كان اللاعب سيقدم العطاء المطلوب، في ظل اختلاف النادي واللاعبين الذين سيجد نفسه بجوارهم في كل مرة، وبالذات إذا تغيرت المنطقة التي ينتمي لها النادي الجديد.
المحياني الأبرز
المهاجم الدولي السابق، الذي برز عبر بوابة نادي الوحدة عيسى المحياني شهد له النقاد بأنه هداف من طراز نادر إبان تمثيله لفرسان مكة المكرمة أساسيا، إلا أن نجوميته تضاءلت نسبيا منذ انتقاله إلى الهلال في الرياض وبقي احتياطيا، قبل أن ينتقل للأهلي إلا أنه لم يجد فرصته الكافية، ليعود للعاصمة مجددا ليرتدي شعار الشباب ويتكرر السيناريو، قبل أن يخوض تجربة جديدة في الساحل الغربي مع الاتحاد دون جدوى، وها هو يحط رحاله في المحطة السادسة له بانتقاله إلى نجران أخيرا.
ونفس الحال ينطبق على صانع ألعاب نادي الشباب عبده عطيف الذي بدأ مشواره مع الليث، قبل أن يرتدي شعار الاتحاد ومن ثم انتقل للنصر ليستقر به الحال في بيته الأول الشباب مرة أخرى، الذي استغنى عن خدماته مع نهاية الموسم الماضي.
أما مدافع مدافع الأهلي، الدولي أسامة هوساوي فتنقل بين أندية الوحدة والهلال وأندرلخت البلجيكي، قبل أن يعود إلى المملكة مدافعا عن ألوان الأهلي الذي يبدو أنه استقر فيه، لاسيما أن الإدارة الأهلاوية توصلت إلى اتفاق مع اللاعب يجدد بموجبه عقده لمدة ثلاثة مواسم مقبلة، بناء على تقرير المدير الفني السويسري كريستيان جروس الذي طالب بضرورة استمرار هوساوي كركيزة أساسية في الفريق.
هزازي فضل العاصمة
الأسماء كثيرة والانتقالات تتكرر خلال فترات الانتقالات الصيفية منها أو الشتوية، إلا أن انتقال المهاجم الدولي نايف هزازي يعد الأكثر إيجابية، فبعدما ترك ناديه الأصلي الاتحاد خلال مرور النادي بأزمة مالية متجها إلى الشباب محققا معه كأس خادم الحرمين الشريفين، فضل البقاء في الرياض، لكن بخوض تجربة جديدة مع بطل دوري عبداللطيف جميل للمحترفين النصر بداية من الموسم المقبل، ويظهر أن اللاعب يتدرج صعودا مع أندية تحقق الإنجازات ويحظى معها بالنجاح.
الاستقرار مطلوب
وحول تأثير كثرة الانتقالات على اللاعب السعودي، يرى لاعب نادي الشباب السابق، والمدرب الوطني حاليا عبدالرحمن الحمدان أن انتقال اللاعب بين الأندية يعد ظاهرة صحية إذا كان معدل الانتقال فوق الموسمين لأن اللاعب يحتاج إلى الاستقرار والانسجام مع الفريق، أما إذا كان الانتقال موسميا فهنا يكون غير مفيد وليس إيجابيا. ويقول: "إذا ضربنا مثلا بلاعب الوحدة السابق عيسى المحياني وانتقالاته بين الهلال والشباب والأهلي والاتحاد، أعتقد أن انتقالاته لم تكن ناجحة رغم ما يملك من إمكانات، لكن أستطيع أن أقول أن انتقالات الدولي نايف هزازي جيدة خصوصا أنه ينتقل اليوم لفريق جماهيري هو النصر والعودة إلى اللعب في نادي جماهيري قد يدفعه للتألق".
ضعف الثقة
بدوره، شدد أمين عام نادي الاتحاد، المستشار النفسي الدكتور حاتم الغامدي على أهمية استقرار اللاعب في النادي الذي سيلعب فيه وفي التواجد بنفس المنطقة، خصوصا أن هذا سيعود إيجابا على أسرته وليس عليه وحده.
وأوضح الغامدي أن كثرة انتقالات اللاعب ستؤثر عليه سلبا وتؤدي إلى ضعف الثقة في نفسه وتشعره بأن مستواه متذبذب وغير مرض للأندية وجماهيرها، بينما الاستقرار مهم جدا لأنه يمنحه القدرة على العطاء بشكل كبير.
وقال "بعض الأندية تحتاج إلى نفس اللاعب لحاجتها إلى تغطية مركز خال في الفريق أو أن يكون بديلا جاهزا أو لرغبتها في التعاقد مع لاعب بقيمة غير مرتفعة، فالأسباب متعددة، لكن على اللاعب أن يثبت جدارته بتمثيل الفريق وأن يفرض احترامه على الجهاز الفني في الفريق، حتى يضمن البقاء والاستقرار وتحقيق الانسجام مع اللاعبين في النادي خصوصا أن مقاييس النجاح أمام الجهازين الفني والإداري لم تعد كالسابق تقديرية بل باتت اليوم رقمية والأندية لن تهدر المال إلا إذا وجدت المقابل المطلوب من اللعب وإلا استغنت عنه وأصبح يتنقل من مكان لآخر حتى يترك الكرة يوما ما".