في ظل المتغيرات العصرية، من المؤسف أن تظل بعض المنشآت المملوكة للدولة بالكامل ترزح تحت وطأة الروتين والبيروقراطية والتقليدية الإدارية المقيتة، وفي المجال الإعلامي بالذات يختفي الإبداع وتموت الموهبة في اللحظة التي يتم تعامل الكوادر العاملة تحت لوائها بطريقة الموظف وليس المهني الشغوف بمجال عمله، ومنذ تولى وزير الإعلام الجديد الدكتور عادل الطريفي حقيبة الإعلام والثقافة ما زال يمارس الصمت وهو ما يمكن أن يُفسر بأنه تخطيط طويل قبل التنفيذ السريع "وهو ما أتمناه" أو أن يكون صمت المصدوم من الوضع المتردي للبيت الداخلي "وهو ما أتوقعه"، ولذلك أتمنى أن يتعامل الوزير الشاب مع هذا الوضع بعقلية الخصخصة، فماذا لو فكر الوزير بتحويل جميع القنوات السعودية إلى شركات مع الوضع بالاعتبار خيارات الحذف "لبعض القنوات كالقناة الثانية مثلا" أو الدمج لقنوات أخرى؟ ماذا لو عمل على تقسيم الميزانية المليارية بطريقة احترافية تُمثل رأس مال للقناة "الشركة"، فمثلا قناة كالقناة الإخبارية لو تحررت من الروتين ومُنح مديرها ميزانية تشغيلية مستقلة تمكنه من تطوير أدواته والتحرك كقناة خاصة ألن يكون ذلك أجدى من الوضع الحالي؟ فالكل تفاءل حين تفككت وزارة الإعلام وتحررت من قيودها السابقة، فتم إيجاد هيئة مستقلة للإذاعة والتلفزيون ولكن للأسف ما زالت المشكلة قائمة عدا بعض الاجتهادات والمحاولات من بعض المتميزين داخل هذه القنوات كقناة الثقافية مثلا، أعتقد أنه آن الأوان كي تكون قنواتنا الرسمية عند الحد الأدنى من الرضى والقبول عند الجمهور حتى نتجاوز عُقدة غصب1 وغصب2، فالإعلام صناعة قبل أن يكون وظيفة وعلى المتنفذين في الهيئة محاولة استقطاب كوادر موهوبة حقيقية لترتقي بما يُقدم وكفى هدرا للمال العام.
خاتمة: جُل الكوادر المتميزة رحلت من الإعلام الرسمي فهل نجد الحلول لاستعادتها أم يستمر النزف ويستمر التسرب الوظيفي؟