حققت المعارضة السورية المسلحة مكاسب ميدانية كثيرة في الفترة الأخيرة أدت إلى إضعاف النظام السوري، ما حدا بنائب وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس روبن، أن يدعو واشنطن ولندن وحلفاءهما إلى اغتنام فرصة ضعف النظام لإسقاط بشار الأسد.
وفي مقال له نشر أمس في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، انتقد روبن سياسة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ودعا إلى إسقاط الأسد قبل الشروع في بحث سبل السلام في سورية.
وقال روبن إن ديبلوماسيين أميركيين يتحدثون عن إمكانية تنظيم مؤتمر "جنيف - 3" لبحث المسألة السورية، ويدعون إليه هذه المرة طرفا جديدا هو إيران.
ويرى روبن أن توقيت هذه الخطوة غير مناسب لأن المعارضة المسلحة تحقق حاليا مكاسب على الأرض. ويحذر المدافعون عن هذه الخطوة من أن عدم وقف الأسد سيوفر الظروف لظهور جماعات إسلامية متشددة.
وأضاف المسؤول الأميركي، أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" تؤكد على أن إنشاء التحالف الدولي لشن غارات جوية في سورية لا علاقة له بالنظام السوري، وإنما هو موجه ضد تنظيم "داعش".
وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما من أوائل الذين طالبوا الأسد بالرحيل، فإن البيت الأبيض تردد في تسليح المعارضة.
ويرى روبن أن التسريع الأخير لعملية تدريب وتسليح المعارضة هو أيضا بسبب المخاوف من تنظيم داعش وليس من أجل إسقاط الأسد.
ودعا روبن واشنطن ولندن وحلفاءهما إلى اغتنام فرصة ضعف النظام في سورية لإسقاط الأسد بمساعدة المعارضة، ثم إيقاف القتال وتشكيل حكومة انتقالية لأول مرة منذ 50 عاما.
إلى ذلك نشر تنظيم "جبهة النصرة" ذراع تنظيم القاعدة في سورية شريط فيديو يؤكد فيه قيامه هذا الأسبوع بخطف 8 مقاتلين سوريين مدربين ضمن البرنامج الأميركي للمعارضة المعتدلة، متهمة إياهم "بالتعاون مع الغرب".
وكان 54 عنصرا من الفرقة 30 من الذين تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا في إطار البرنامج الأميركي لتدريب المعارضة المعتدلة، اجتازوا قبل أكثر من أسبوعين الحدود إلى داخل سورية بهدف التصدي لداعش الذي يسيطر على نحو نصف مساحة الأراضي السورية.
وخطفت الجبهة 8 عناصر من الفرقة مساء الأربعاء الماضي قرب مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان والفرقة نفسها. إلا أن وزارة الدفاع الأميركية نفت الأمر.
وبث التنظيم شريط فيديو أول من أمس على قناته في موقع "يوتيوب" بعنوان "جنود جبهة النصرة يبدؤون عملية عسكرية تهدف إلى منع تمدد الذراع الغربي في الشمال السوري".
ويظهر الشريط خمسة رجال يمشون في أحد الحقول خلف بعضهم ويضعون أيديهم فوق رؤوسهم ويحيط بهم رجل مقنع وآخر مسلح.
وقال أحد المختطفين أمام الكاميرا أنه تم تجنيده من قبل الأميركيين عبر وسطاء كي يتم تدريبه خلال شهر ونصف في أحد معسكرات التدريب في تركيا.
وأكد أن المتدربين تلقوا بندقية ومبلغا من المال كي يأتوا "لمحاربة النصرة" في سورية.
وهاجمت جبهة النصرة الجمعة الماضي مقرا للفرقة 30 في المنطقة نفسها، ووقعت اشتباكات بينها وبين المدافعين عن المقر تسببت في مقتل 25 مقاتلا من الطرفين، بحسب المرصد.
وقال المرصد إن القتلى هم 18 عنصرا من جبهة النصرة والمقاتلين الموالين لها، وسبعة من الفرقة 30 والمقاتلين الموالين لها.
مصرع 58 تحت التعذيب يوليو الماضي
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الدوري عن حصيلة ضحايا التعذيب لشهر يوليو الفائت، الصادر أمس، مقتل 58 شخصا بسبب التعذيب على يد القوات الحكومية السورية توزعت إلى 57 حالة وفاة على يد القوات الحكومية، وحالة واحدة على يد "داعش".
وذكر التقرير الصعوبات التي تواجه فريق الشبكة في عملية التوثيق، بسبب الحظر المفروض عليها وملاحقة أعضائها، مشيراً إلى أنه في ظل هذه الظروف يصعب تأكيد الوفاة بنسبة تامة، وتبقى العملية كاملة خاضعة لعمليات التوثيق والتحقق المستمر.
ووفق التقرير فإن محافظة درعا سجلت الإحصائية الأعلى في عدد الضحايا بسبب التعذيب، فقد بلغ عددهم 20 شخصا، بينما بلغ عدد الضحايا في حماة 13 شخصا، وسبعة في ريف دمشق، وخمسة في حمص، وخمسة في دير الزور، وأربعة في حلب، واثنين في الرقة، وضحية واحدة في اللاذقية، ومثلها في دمشق. ولفت التقرير إلى أنه من ضمن حالات الموت بسبب التعذيب طالب جامعي واحد.
ويؤكد التقرير أن سقوط هذا الكم الهائل من الضحايا بسبب التعذيب شهريا يدل على نحو قاطع أنها سياسة منهجية تنبع من رأس النظام الحاكم، مطالبا مجلس الأمن بتطبيق القرارات التي اتخذها بشأن سورية ومحاسبة جميع من ينتهكها.