تحفل كتب الإدارة بالعديد من النظريات الإدارية، والكثير من الاتجاهات والأفكار، بيد أن أغلبها يركز على آلية تطوير العمل، وعلى رفع الكفاءة وتحقيق الأهداف، لكن مع إغفال متواصل للحديث عن الهدف الرئيس من أي عمل إداري وهو تحقيق القيمة المضافة.
لكن ما القيمة المضافة التي نرغب في تحقيقها؟ هل هي زيادة المبيعات مثلا؟ أم إنجاز خدمة أسرع؟ أم غير ذلك من الأهداف المتنوعة؟ هذه الفجوة هي ما يحاول البروفيسور "كيفن كيسر" وزميله "ديفيد يانق" ردمها في كتابهما المختلف: "الخط الأزرق الإلزامي"!
إذ يتناول المؤلفان –في خلاصة تجربتهما الإدارية- ضرورة أن يكون الهدف الأساس لكل منشأة هو إنتاج قيمة مضافة؛ هذه القيمة هي ما يجب أن يحقق سعادة ما للمستهلك النهائي، وليس العمل على تدمير القيم فقط للوصول إلى الأهداف المحددة للمنشأة، وهو ما يطلق عليه المؤلفان بالخط الأزرق "الذي ينبغي أن تلتزم به أي منشأة تريد أن تنجح وتستمر".
بالطبع هذا الخط الإداري الملتزم لا يتعارض مع البحث عن الأرباح أو تعظيم رأس المال ورفع حقوق المساهمين، ولكن ليس على حساب البيئة المحيطة أو المنافسة غير الشريفة أو الأهداف المبالغ بها، وهو ما يسمى بالخط الأحمر الذي يحاول تنفيذيو منشآت الأعمال استهدافه بأي طريقة؛ سواء أكانت مشروعة أو كانت أنانية وضارة لجميع الأطراف.
يؤكد مؤلفا الكتاب أن استهداف الخط الأزرق يجعل المنشأة تعيش تطورا متدرجا، متلائما مع مجتمعها المحيط، والأهم من ذلك استدامة نموها، وضمان عدم وقوعها في براثن النمو الصوري أو الأرباح غير الحقيقية، وهو ما تصاب فيه مجمل الشركات مهما طال بها الزمن أو قصر.
خط الإدارة الأزرق -الذي يتزايد تداوله دوليا- ليس حلما طوباويا بعيد المنال، بل منهجُ إدارة متوازن، يضمن الاستمرارية المربحة، والتوسع جنبا إلى جنب تحقيق قيمة مضافة للمجتمع.