تاريخك أكبر من أن تتجاوز على زملائك ورفقاء دربك يا فنان العرب، وتاريخ الهرم الفني طلال مداح أكبر من أن يسيء إليه شخص بقامتك أو حتى أكبر منك. فلماذا في كل مرة تأتي فيها سيرة صوت الأرض حيا أو ميتا، يتلبسك شيء من الغيرة وتربكك وتربك الجماهير معك؟

ما الذي يضيرك لو قلت "إنه أستاذي" واكتفيت بذلك، سنصفق جميعا لك وسنحبك أكثر، وستسمو بيننا، فأنت يا فناننا القدير أثنيت على مغنية الأفراح أحلام، رغم أخلاقها الشرسة وصوتها المزعج، فلماذا التحامل على أستاذ الفن السعودي ومحاولة النيل من تاريخه، بقصد أو بدون قصد؟  

إذا كنت يا فنان العرب تعتقد أنك تقدم شهادة تاريخية، فتأكد أن الجمهور ليس بحاجة إلى مثل هذه الشهادة، ولا يعنيه سوى ذلك النتاج الفني الكبير والمميز لصوت الأرض، وهذا ما جعله يعيش بيننا كل يوم وتتوارث حبه الأجيال، كبقية أساطير الغناء في الوطن العربي.

وإن كنت تريد القول إن من هم حول طلال وأسميتهم "البطانة" هم الذين أساؤوا له وهو حي، فأنت يا فنان العرب أسأت إليه وهو ميت، وأسأت إلى جميع من كانوا حوله، الحي منهم والميت، فمتى تعي أنك تتحسس من مجرد ذكر اسم طلال، لأن الناس صاروا جميعهم يعون ذلك ويستكبرونه منك.

نعلم أنك لا تقصد الإساءة "يابو نوره" ونعلم أن نواياك طيبة، وأنك تقدر رفيق مشوارك الفني، لكن تبقى مشكلتك في حضورك الإعلامي الذي دائما ما يكلفك خسائر فادحة ويجعلك تفقد جماهيريتك، فأنت تختلف أمام الكاميرا عن الغناء، راجع نفسك فناننا القدير، أنت قامة كبيرة بيننا ولا يرضينا ما تفعل وما تقول، ورب كلمة قالت لصاحبها: "لا تلمس الجوف لا لا".