بقدر اتساع الدنيا، إلا أنها تظل في أعين الباحثين عن أحبابهم صغيرة.. على قدر ذلك الاتساع كان أمل المواطنين باطح الرويلي ورحيل الرمالي اللذين ظل كل منهما يبحث عن الآخر، بعد أن جمعتهما حقول النفط التابعة لشركة أرامكو قبل 55 عاما حيث كانا يعملان، وفرقهما عشقهما حياة البادية.

خلال الأيام الفارطة فقط التقى الرجلان بعد فراق خمسة عقود، ولا يزال كل منهما يحفظ الود للآخر، خصوصا في ظل وجود قصة وفاء كبيرة بينهما.

حينما قـرر الرويلي أن يشد رحاله إلى باديـة الشمال بعد أن غلـبه الحنين، ما كان من الرمالي إلا أن قدم لرفيق دربه في ذلك الوقت معطفا لاتقاء برد الشتاء، ومبلغ 30 ريالا لإعانته حتى يصل إلى مبتغاه، ليلحق الآخر برفيقه بعد أن قرر ترك العمل، ولكن وجهته كانت صحراء بادية الجوف.

ومنذ لحظة افتراق الرجلين، استمرا في البحث عن بعضهما بعضا وسط انقطاع الأخبار وكثرة تنقلات البادية، حتى كان اللقاء في منزل الرمالي في ضاحية قارا جنوب مدينة سكاكا. في اليوم الثاني من اللقاء عاد الرويلي إلى رفيقه حاملا مبلغ 30 ألفا وفاء لجميل الرمالي إلا أن الأخير رفضه.