مع كثرة الخطوب في دول الخليج والوطن العربي من تفجيرات وأحداث دامية، باتت الشبكات الاجتماعية هي وسيلة بث الأخبار والتعليق والانقسام والتأكيد والتهديد والإسقاط والتحليل والتفريط، والمصيبة الأعظم أن بعض الأشخاص أضحى علما بسبب الخوض في التفاصيل نتيجة الآراء الشخصية الصريحة غير المسؤولة.
هؤلاء الأشخاص معنيون بذواتهم في النهاية، ولكن أين وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة والإلكترونية من هذه الآفة التي تستهدف إشعال الفتنة والشتات في المجتمعات، وما دور وسائل الإعلام -تحليلا- حول الأسباب وواجبات التعامل مع الأزمة؟ لماذا تتسابق وسائل الإعلام مع المغردين في نشر الأخبار السريعة فحسب؟
كثيرون من العامة يتحدثون عن الطائفية من زاويا مختلفة، وهو ما تحقق للعدو الذي جعلها هدفا له ولممارساته، حيث مزيد من الحطب على النار، وفي نهاية المطاف لا حلول بل تكريس لذات الطائفية حقا بالدخول في دهاليزها وأنفاقها.
يبدو أن وسائل الإعلام لم تستوعب الأحداث جيدا، أو أنه ليس لها القدرة على المواجهة من ناحية الكوادر المؤهلة والقادرة على وضع الاستراتيجيات الإعلامية تصديا ووقاية لهذا الداء الذي ينخر في جسد الأوطان.
وسائل الإعلام المختلفة وشركات ومؤسسات الإنتاج الإعلامية مطالبة بحملات توعية في هذا الجانب، ليس بالعبارات العامة والحديث السطحي وإنما للإجابة بحرفية على مفردة "لماذا" هذه الأحداث في هذا الوقت بالتحديد والهدف منها والواجب نحو التصدي لها، مع الاستعانة برجال الدين وقادة الرأي والمشاهير في كل المجالات، حتى تصل الرسالة إلى جميع الفئات المذهبية والعمرية.