لا نحتاج الكثير من الوقت، وإعمال الذهن، لنكتشف أن ما حدث في دولة الكويت الحبيبة من عمل إرهابي قذر، بتفجير استهدف المصلين يوم الجمعة في مسجد الإمام الصادق، غير عابئ بحرمة الشهر والدم والصلاة واليوم المبارك، هو في الواقع صورة مكررة لما حدث في بلادنا من تفجيرات طالت عدة مساجد في الدالوة بالأحساء، والقديح في القطيف، ثم العنود بالدمام، فالمجرم الذي يقف خلف كل هذه التفجيرات واحد، مستخدما ذات الأدوات، والأيدي النجسة، والعقول المفخخة بالأفكار الناسفة، وبالتالي فإنها ليست "اللدغة الأولى" من جحر الدواعش النتن، فقد سبقتها لدغات ولدغات من ذات الجحر، مرر لها التهاون في مواجهة عدو مراوغ. أما الهدف فهو أكبر من استهداف أتباع طائفة أو مذهب على حساب الآخر، بل الهدف الأكبر هو زعزعة أمن الخليج بأكمله، وهذه هي الضارة النافعة التي ينبغي أن تجعل كل الحكومات تعيد ترميم ما انهار من بنائها الداخلي من خلال تجريم المحرضين على الكراهية والعنف والتطرف ومعاقبتهم، والقضاء على الخطاب الإقصائي والتكفيري، لتصبح قوية منيعة أمام هذا الاستهداف الشرس، رحم الله الشهداء الأبرار، ومنّ على المصابين بالشفاء، وحفظ للكويت العزيز أمنه وأمانه.