قبل عشرة أعوام تقريباً، لا تستطيع لوم الوزير أو المسؤول كثيرا.. "العين بصيرة واليد قصيرة".. الميزانية بالكاد تكفي للضروريات..

تبدلت الحال الاقتصادية بفضل الله.. ارتفعت أسعار البترول.. تضاعفت ميزانية البلد مرات عدة.. فائض الميزانية في العام الواحد أصبح يوازي موازنات سنوات ماضية.. وجدنا الرجل الذي قال ـ حينما كان وليا للعهد ـ لابد من شد الأحزمة.. هو ذاته ـ أمد الله في عمره ـ الذي قال قبل سنتين: "ليس لأحد عذر"..

ولذلك أجد أنه من المحزن للغاية أن تمر السنوات الحالية دون أن تستفيد البلاد منها.. دون أن يلمس كل مواطن أثر النعمة على بلاده.. مؤلم جداً أن ثمة مدنا تغيب عنها بالأشهر وتعود وتجدها كما هي دون أي أثر يذكر!

الأسبوع الماضي كنت في حائل.. فوجئت بمشاريع جبارة قائمة وأخرى تسابق الزمن.. كنت أمر على حائل منذ سنوات ولا شيء يتغيّر فما الذي يجري الآن؟!

توقفت أمامها جميعا.. وجدتها جميعها لجامعة حائل.. كليات ومباني ضخمة وحركة بناء متواصلة.. تشعر أن الجامعة كائن حي يسابق الزمن!.. كليات طب وعلوم صحية وهندسة وحاسب آلي وتربية وغيرها.. فوجئت أن أحد المباني عبارة عن فندق استثماري فئة خمسة نجوم.. زاد إعجابي حينما قيل لي إن الجامعة تعكف حاليا على إنشاء مستشفى جامعي ضخم بسعة 600 سرير سيضاعف عدد الأسرة في حائل بنسبة 80%!

أي إن الجامعة أصبحت عاملا فاعلا مؤثرا ومهماً في التنمية.. الشكر لمعالي مدير جامعة حائل الدكتور المهندس أحمد بن محمد السيف.. الرجل الذي توفرت له البيئة الصحية للعمل، وتوفر له المال والرجال المخلصون.. فأبدع وأنتج!

المؤلم أن بعض الجامعات في بلادنا تعيش ذات الظروف الاقتصادية لكنها لم توفق بقيادات تواكب الطفرة.. ولذلك ليت عندنا أكثر من أحمد السيف!