دعونا نقم بجردة حساب بسيطة لنتائج أفعال هذه الجماعات المتطرفة التي تكاثرت كما الفطر؟ هل استطاعت تحقيق شيء يحسب للإسلام؟ أم أنها ساعدت على الوصول إلى العكس تماماً!

أولاً: هذه الجماعات المتطرفة استطاعت -وبنجاح بالغ- أن تربط بين دين السلام ومفهوم الإرهاب، فأضحى المسلمون رديفاً آخر لوصف الإرهابيين، بل استطاعت أن تجعل الكثيرين يعتقدون أن ديننا لم ينتشر سوى بحد السيف والدم، رغم الشواهد التاريخية الأخرى، كما أن هذا الربط أضحى صورة نمطية تجاوزت وسائل الإعلام إلى أن أصبحت إطاراً تنظر من خلاله مجتمعات كثيرة إلى الإسلام والمسلمين، ناهيك عن التضييق على جموع المسافرين والمهاجرين، وتحويل رحلة السفر إلى البلدان المتقدمة إلى قطعة من العذاب؛ فقط لأن قلة قليلة تريد فرض فهمها للإسلام على العالم أجمع.

هذا على الصعيد الدولي، أما على صعيد الدول الإسلامية، فهذا التطرف جعل الحكومات تلتفت إلى أنشطة الجمعيات الإسلامية والخيرية، مما أدى إلى التضييق على جمعها للتبرعات ثم تنظيم عملها بشكل متشدد، ما جعل المحتاجين والمستفيدين من خدماتها أول المتضررين من تلك الإجراءات! دون إغفال تضييق بعض الدول على التعليم الديني والعمل على تقليصه؛ للاعتقاد أن هذا هو سبب الإرهاب، بل إن بعض الدول بدأت بإغلاق بعض بيوت الله والسبب -للأسف -هؤلاء ممن تطرف في فهمه للشريعة السمحة، ثم ازداد تطرفاً بعمله على تطبيق فهمه المنحرف رغم أنف الجميع.

أما ثالثة الأثافي فهي ممارستهم الشنيعة في قتل ونحر المسلمين قبل غيرهم! فأي دين أو أي إنسانية هذه التي يدعون إليها؟ للأسف أضحى هؤلاء هم أول من يصد عن سبيل الله، وهم السبب الأول لمعاونة من يريد التضييق على الإسلام وأهله، والله المستعان.