أوضح المتحدث باسم المقاومة الشعبية في عدن علي سعيد الأحمدي أنه بعد مرور نصف ساعة فقط على الهدنة قامت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بقصف أحياء عدن الشمالية بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، في خرق واضح للهدنة، وعدم تجاوب مع مساعي وقف القتال وانسحاب الميليشيات وإيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة.

وأشار إلى أنه فور وقوع التجاوزات تم التعامل مع الانقلابيين بواسطة طيران التحالف، كما قامت المقاومة بترتيب عملية خاطفة لتطهير وتمشيط الجيوب المتبقية في دار سعد، وحققت تقدما كبيرا، حيث تم تطهير منطقة جولة الكراع وبقية المناطق التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بين الثوار والمتمردين. كما تقدم الثوار في طريق عدن - لحج إلى محطة السلام، ومنطقة اللحوم.

وأضاف الأحمدي في تصريحات إلى "الوطن": "تم كذلك تطهير بعض المباني التي كان يتمركز فيها قناصة الميليشيات الذين كان يستخدمون بعض المباني وسط الأحياء السكنية، وكذلك مبني المجلس المحلي لدار سعد، وجبهة الفيروز بشكل كامل، وبحمد الله باتت هذه المنطقة تحت سيطرة المقاومة. وبإذن الله سيستمر تقدم الثوار حتى تلتحم بالمقاومين في منطقة صبر وبهذا تصبح المنطقة بشكل كامل تحت سيطرة المقاومة، وخالية من ميليشيات التمرد". ودعا الأحمدي سكان تلك المناطق للعودة إلى منازلهم بكل أمان بعد تمشيط العمائر من وجود القناصة المجرمين.

ومضى الأحمدي بالقول إن الحياة تسير في طريق عودتها بشكل طبيعي في عدن، خاصة في المديريات التي تم تحريرها ودحر الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح منها، وباتت تحت سيطرة المقاومة بشكل كامل، مشيرا إلى أن وصول المساعدات الإغاثية والمستلزمات الطبية عبر مطار وميناء عدن، أشاع جوا من الاطمئنان وسط السكان، كما بدأت العائلات تخرج من منازلها وتعود إليها بصورة طبيعية بعد تمشيط الأحياء من الخلايا النائمة واعتقال القناصة.

ومضى الأحمدي بالقول "الإدارة المحلية في عدن وبالتعاون مع قيادة التحالف والأشقاء في دول الخليج يقومون بجهود جبارة لإعادة الخدمات الرئيسة للمديريات المحررة التي كانت تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، مثل خدمات الكهرباء والماء، ونسعى إلى الانتهاء من حل هذه المشكلات الحيوية التي تؤثر في حياة السكان بصورة رئيسة، وهذا الأمر سيشجع النازحين على العودة إلى مساكنهم، كما يجري في الوقت الحالي إعادة تأهيل وترميم بعض الخدمات المهمة كالمستشفيات وبعض الطرق". 




.. وآثار الحوثيين تصدم مسؤولا دوليا


في مسعى لتفعيل وزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة لمدينة عدن بعد تطهيرها من ميليشيات التمرد الحوثي المدعومة بفلول المخلوع علي عبدالله صالح، وصل المنسق الإنساني إلى الأمم المتحدة في اليمن، يوهانس فانديلاو، أمس إلى عدن في أول زيارة رسمية لمسؤول دولي بعد تطهير المدينة.

وأشار المسؤول الدولي الذي التقى وفدا رسميا رفيعا تقدمه المحافظ نايف البكري إلى صدمته من مشاهد الدمار التي خلفها الاعتداء الحوثي، مشيرا إلى تصميم الأمم المتحدة على مد المدينة بكل ما يحتاجه سكانها من مواد ضرورية، سواء في مجال المساعدات الغذائية أو الإمدادات الطبية. ودعا فانديلاو كل أبناء المدينة إلى إعادة تعميرها من جديد والإسهام في الجهود الرامية لإزالة آثار عدوان الحوثيين، مؤكدا أن هذه الزيارة التي يقوم بها نيابة عن المنظمة الدولية هي رسالة تضامن مع سكان عدن ولإعادة بناء هذه المدينة العريقة، معبرا عن سعادته وهو يرى أعضاء الحكومة الشرعية موجودين في هذا اللقاء.

بدوره، دعا البكري المسؤول الدولي إلى توثيق كل ما شاهده من آثار التدمير المتعمد لمعالم المدينة وبنيتها التحتية، مؤكدا أن أبناءها قادرون على إزالة كل المعوقات التي تحول دون عودتها لسيرتها الأولى، وقدم شكره لمقاتلي المقاومة الشعبية الذين حرروها بسواعدهم، وهم يشاركون في الوقت الحالي في حمايتها من جيوب التمرد الحوثي.