هناك في الحي الثقافي بالعاصمة القطرية الدوحة يوجد كنز مخبأ! نعم كنز يقبع في صندوق خشبي عتيق، يفتش عنه رواد الحي مساء كل جمعة خلال شهر رمضان المبارك.
تعتمد فكرة المغامرة الشيقة على جذب الجمهور لفعاليات الحي الثقافي، إذ تنظم المؤسسة العامة للحي مهرجانا ثقافيا واجتماعيا متنوعا خلال أمسيات الشهر الفضيل، وإحدى فعاليات المهرجان هي مسابقة "ابحث عن الكنز"، التي تقام للسنة الثانية على التوالي.
فقط التقط خريطة الكنز -التي تتغير كل أسبوع- وتتبع المسار، ثم تمتع بالتعرف على منشآت وفعاليات الحي، حتى يحالفك الفوز وتظفر بالكنز الدفين الذي استطاع بأسلوب لطيف الترويج لفعاليات الحي، وكذلك إشراك الأصدقاء وأفراد العائلة الواحدة متعة البحث سويا عن الكنز بين جنبات الحي ومبانيه، فالكل سيجد ما يجذبه من برامج وفعاليات، فهناك دروس دينية متنوعة، وورش تعليم رسم "الجرافيتي"، وهناك الملابس الشعبية ومسيرات القريقعان، وهناك -أيضا- بطولة "كتارا" لكرة الطائرة الشاطئية وبالطبع المدرج الروماني وسط الحي.
وبغض النظر عن هذه الفكرة اللطيفة، إلا أن مشروع "كتارا" بمفهومه الأوسع وتنوعه الغني استطاع أن يتحول إلى وجهة سياحية رئيسة لمن يرغب زيارة قطر، والتعرف على تاريخها وثقافتها، والأهم أنه استطاع ترسيخ وإشهار أول وأقدم مسمى لشبه الجزيرة القطرية "كتارا" (Catara) التي تشير المصادر التاريخية أنه ظهر للمرة الأولى في خرائط كلوديوس بطليموس عام 150 للميلاد.
دون إغفال سر نجاح الحي وتميزه؛ وهو تحوله -هو بحد ذاته- إلى مؤسسة ثقافية مستقلة ليست مرتبطة بوزارة أو هيئة بيروقراطية، أضحت مؤسسة الحي هي من يخطط الفعاليات وينفذها، وهي من يستضيف الفرق والفنانين ويروج لأعمالهم، فلا غرو أن يمسي مع مرور الوقت أحد أهم الوجهات الثقافية ليس في قطر وحدها، بل على مستوى الخليج والوطن العربي.