سيكون غريبا أن يتابع السعوديون أخبار "عاصفة الحزم" عن طريق الراديو مثلما كان يفعل أجدادنا في حربي 1967 و1973.

ومن الغريب أيضا أن يقوم أحفادنا بمتابعة الأخبار عام 2020 عن طريق التلفزيون، فالأجهزة الذكية من ساعات وخواتم وأجهزة لوحية ستقدم "الديموقراطية التلفزيونية" ليتمكن المشاهد من متابعة ما يشاء في أي وقت يشاء!

الآن، نحن ما بين الأجداد والأحفاد، إذ إن طرق تناولنا للمعرفة تتم مزجا ما بين الوسائط التقليدية مثل التلفزيون والراديو وما بين الوسائط المتقدمة التي نعيش فيها وتعيش فينا الآن، كالهواتف الذكية.

هذه المقدمة ما بين زمنين، مخصصة ومهداة إلى وزارة الصحة التي عليها الالتفات إلى الصحة العامة، والتوعية للشباب والفتيان، من خلال الوصول إليهم وفق قوانينهم، وعبر خريطة الطريق إليهم، وليس وفق طريقة الأجداد.

وزارة الصحة مسؤولة كليا عن الشباب الذين يسهرون على "تويتر" حتى الثالثة فجرا، فالوزارة لا تقوم بعمل تغريدات عن السهر ليلا ومضاره الصحية.

وزارة الصحة مسؤولة كليا عن الفتيان الذين يقومون بتحميل أشهر الألعاب على هاتفهم النقال، ولا يجدون إعلانا مباغتا لتوعيتهم بأن المشروبات الغازية وهامبرغر المطاعم السريعة تجعلك رخوا، ومستودعا لأمراض المستقبل.

وزارة الصحة مسؤولة كليا عن كل هاتف نقال داخل المملكة موجود في جيوب الفتيان، وحقائب الفتيات، لخلوها من تطبيقات وألعاب تحسن عاداتهم الصحية والغذائية وأسلوب حياتهم.

هذا الأمر ليس ترفيها، ولا فيها الحد الأعلى من مطالبة وزارة الصحة بضرورة إلزام مطاعم الوجبات السريعة بوضع تحذير عليها مثل علب السجائر، كل ما في الأمر، أن عليها مسؤولية التفاعل وتوصيل المحتوى الصحي حفاظا على صحتنا كسعوديين.

وفي الأخير، كل هذا سيقلل فاتورة العلاج على الدولة خلال عقد من الزمن، بسبب العادات الصحية التي تعلمها أبناؤنا خلال هواتفهم الذكية.