في الوقت الذي ما زال الذهب يسجل تراجعات متواصلة في أسعاره، توقع المحلل الاقتصادي عبدالله الجبلي أن تكون تداولات شهر يوليو الجاري أكثر الأشهر صعوبة على أسعار الذهب، وذلك بعد فترة من التداولات العرضية التي استمرت عامين كاملين بلغت الأسعار وقتها مرحلة من الاستقرار، تدفعها في ذلك ثلاثة عوامل هي: صعود الدولار وانخفاض النفط، وتعافي الاقتصاد اليوناني.
وتراجعت عقود الذهب الأسبوع الماضي لتنخفض إلى أدنى مستوى لها في خمس سنوات ونصف السنة، إذ سجلت أسعار الذهب الجمعة الماضي أكبر خسارة أسبوعية في تسعة أشهر، وانخفض سعر الذهب للبيع الفوري إلى 1077 دولارا للأوقية، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير 2010، فيما توقع الجبلي نزيف الذهب خلال ما تبقى من هذا العام حتى مشارف لـ1000 دولار للأوقية، وذلك في ظل استمرار صعود الدولار الأميركي وانخفاض أسعار النفط وتراجع وتيرة أحداث الأزمة اليونانية.
وأكد الجبلي أن كسر مستوى 1,150$ للأوقية هو إشارة الانطلاق نحو الأسفل نظرا لأنه أهم دعم تاريخي للأسعار خلال الفترة الراهنة، لذلك تراجعت الأسعار خلال الأسبوع المنصرم حوالى 50$ دفعة واحدة أي بنسبة 4.4% بعد كسر الدعم المذكور آنفا.
وأرجع الجبلي انخفاض أسعار الذهب إلى ما شهدته أزمة اليونان من تعاف نسبي، خصوصا أن كثيرا من بيوت الخبرة العالمية بالغت في تقدير نتائج تلك الأزمة سابقا، وهذا ظهر جليا في عدم ارتفاع نسب الشراء كما حدث في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، والتي دفعت أسعار الذهب للصعود من مستويات 681$ وحتى 1920$، وهذا الصعود أمر طبيعي في ظل وجود الأزمات المالية لأن الذهب هو أحد أهم الملاذات الآمنة للأموال حوال العالم، لذلك تجده في وقت الأزمات يرتفع ووقت استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية يتجه نحو الهبوط.
وتوقع الجبلي أن تنخفض أسعار الذهب وتواصل نزيفها خلال ما تبقى من هذا العام حتى مشارف 1000$ للأوقية، مضيفا "وعندها نبدأ بمراقبة السلوك السعري للأسعار، وأتوقع أن تشهد خلالها الساحة الاقتصادية العالمية تطورات لافتة، وعلى ضوء تلك التطورات ستتخذ الأسعار مسارها، فإذا كانت التطورات إيجابية وتم كسر مستوى 1000$ فأتوقع أن تواصل الأسعار مسارها الهابط لما دون 600$, أما في حال ظهرت أحداث اقتصادية عالمية سيئة فسترتد الأسعار حتى مشارف 1,200$ لكنه توقع أن يحدث السيناريو الأسوأ لأسعار الذهب.