نعم، العنوان مشابه ومقصود للعنوان الشهير (لا للمخدرات)، بل إن ضرر "المنقيات" يفوق ضرر المخدرات بمراحل، إذ إن دائرة ضرر المخدرات تشمل المتعاطي والمروج، وما لحقهما من دائرة مجتمعية ضيقة، بينما ضرر المنقيات وفكرها الذي تصدر المشهد الإعلامي، يشمل مجتمعا بأكمله، يتفتت وهو يصوّت بحسّ قبائلي عشائري مذهبي قبلي، خطير ومدمّر.
فكرة منقيّات الإبل التلفزيونية، تقوم على أساس التنافس المحموم في عملية إرسال رسائل الجوال النصيّة بأكبر عدد ممكن من الرسائل، لتفضيل فلان من مُلاك الإبل، على فلان الآخر، من خلال دعم اسم الشخص ولقبه و"مرجعه القبلي"، في حالة تعيد إلينا حقبة التطاحن القبلي قبل توحيد الوطن.
المنتفعون من هذا الضخ الإعلامي حول مسابقات المنقيات الفضائية، اثنان لا ثالث لهما: مالك المنقية، من خلال ما تضخه الكاميرات حول اسمه وتاريخه ونسبه، وما تحاك حوله من قصائد شعراء مأجورين بالريال. وملاك القنوات الفضائية المعنية بالتراث، وهي معروفه للكل، وذلك من خلال ملايين الريالات التي هي حصة القناة من قيمة تصويتات المشاهدين.
رأيت مقطعاً قبل فترة، كان يتضمن عراكاً بالأيدي والعصيّ، بين فريقين متنافسين، في منقيّة جاهليّة غبية، تقسّم أرض الحرمين إلى تقسيمات قبلية اسمية، تهدد الهوية الوطنية، والنسيج الواحد.
لا للمنقيات، وألف لا.