ليست المرة الأولى التي يشارك فيها حكام سعوديون في مختلف المونديالات ومحافل دولية أخرى وينجحون، لكنها المرة الأولى "الذهبية" التي يحقق فيها حكمان سعوديان النجاح كاملا وصولا إلى قيادة نهائي كأس العالم للشباب بين البرازيل وصربيا في نيوزلندا أول من أمس وبكفاءة عالية.

نفخر بالحكمين النجمين فهد المرداسي "حكم ساحة" وعبدالله الشلوي "مساعد حكم" وثالثهما العماني أبوبكر العمري "مساعد حكم" الذين حققوا أعلى درجات التفوق بعد أن منحتهم لجنة الحكام بالاتحاد الدولي في هذه البطولة الثقة لقيادة النهائي فكانوا في مستوى المسؤولية والتطلعات بتحكيم ذهبي ومباراة قوية لم تحسم إلا في آخر دقائق الوقت الإضافي.

الحكمان المرداسي "30 سنة" والشلوي "40 سنة" يستحقان الثناء من المختصين ووسائل الإعلام، وتكريم خاص من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد، والاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد، مع أمنياتي أن يحظيا بتكريم مميز من جهات عليا لاسيما أن التحكيم السعودي يُنهش في كل شاردة وواردة والحكم السعودي مضغوط دائما بالاتهامات والتشكيك والإساءات سواء صغر الخطأ أم كبر، هو دائما "كبش فداء" حتى في أقل المباريات أهمية أو مستوى.

ولا يمكن أن ننسى أن فهد المرداسي في بداية صعوده سلم الأضواء والشهرة 2009 كاد أن ينتهي حين قرر الاعتزال دون مقدمات وفي مفاجأة مدوية آنذاك بسبب مشاكل التحكيم ولكن المخلصين أقنعوه بعد جهد جهيد بالعدول عن قراره إيمانا منهم بموهبته وكفاءته. وها هو يحقق أعلى درجات النجاح في محفل عالمي طال انتظاره لأي حكم سعودي معوضا إخفاقات كثيرة لكرتنا.

وأثبت المرداسي والشلوي أنهما يملكان كل مقومات النجاح حينما سنحت لهما الفرصة في محفل عالمي تحت إدارة تتعامل وفق القانون وضوابط العمل ومقومات التميز، بعيدا عن ضغوط الميول والعواطف والمجاملات التي تتحكم في الرياضة السعودية بشكل كبير من لدن الجميع وليس جهة واحدة أو فئة معينة.

وفهد المرداسي وعبدالله الشلوي من الحكام الجيدين وهناك آخرون في مستواهما وأفضل منهما لكن مشكلتنا الكبرى في بيئة تتحكم فيها الميول أو البحث عن كبش فداء، زاد الأمر سوءا إعلاميون لا هم لهم سوى أنديتهم يتسلطنون في "تويتر" وبعض البرامج الفضائية لبث تعصبهم وتحزبهم ضد هذا وذاك.

وفي الوقت الذي يستحق عمر المهنا رئيس لجنة الحكام التهنئة على هذا النجاح في عهد قيادته اللجنة فإنه مطالب وكامل أعضاء اللجنة بتحسين العمل والاستفادة جيدا من نجاح المرداسي والشلوي واستنهاض همم القادمين لساحة التحكيم.

والتهنئة موصولة لأحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وأعضاء إدارته مع وجوب العمل أكثر جدية والحرص على بحث سبل القصور في عمل الحكام ودوراتهم وبرامجهم وآلية اللجنة، كي يزداد المرداسي والشلوي تطورا، وتوفير كل ما من شأنه رفع مستوى الحكام الآخرين وتقديم حكاما جدد.

أتمنى أن يحظى وصول المرداسي والشلوي اليوم الإثنين باستقبال ذهبي واهتمام إعلامي يوازي نجاحهما عالميا بشهادة كثيرين بمن فيهم معلقين غير عرب أثنوا كثيرا على "الحكم السعودي" في البطولة ولاسيما المباراة الختامية التي كسبت فيها صربيا البرازيل بصعوبة بالغة وبهدف حارق.

كل الأماني أن يصل الحكم السعودي لأعلى المستويات وأن يحظى بالرعاية الاحترافية وأن يكون بمنأى عن المنغصات والإساءات.

التهنئة موصولة للاتحاد العماني بنجاح أبوبكر العمري. وكذلك الاتحاد المصري على نجاح جهاد جريشة في قيادة مباراة الثالث والرابع بين السنغال ومالي.