لن نتساءل عن هذا الكم الهائل من الإنتاج الإعلامي المتخصص لشهر رمضان المبارك، وعن عدد المؤسسات الإنتاجية التي لا يعمل بعضها إلا من أجل رمضان، ولن نخوض في ماديات الكلفة الإنتاجية والأرباح لتلك المؤسسات، ولكن سؤالنا عن نوعية المواد المقدمة التي أضافت إلى المشاهد بشكل عام.
في الحلقة الأولى من برنامج "خواطر" لهذا العام يقول أحمد الشقيري إنهم قدموا 300 حلقة خلال الأعوام العشرة الماضية، شملت 4100 دقيقة، وأن المنتج النهائي هو 70 ساعة تمثل عصارة المادة الخام من التصوير البالغ 120 ألف ساعة. عندما يعلن الشقيري أن "خواطر" في موسمه الأخير، ويسرد لنا الأرقام بالتفاصيل، فهذا ترجمانه وضوح الرؤية لدى فريق العمل على الأقل بعيدا عن ظروف التوقف التي تعد محل تقدير شخصي بالنسبة لهم، ولتفاصيل لسنا معنيين بالاطلاع عليها وإنما تكفينا الإشارة. حقا، نحن نشهد النسخة الأخيرة لبرنامج "خواطر"، ولكننا نعترف بأنه كان نوعيا ومختلفا لفئة البرامج التلفزيونية، وأذهل الجمهور بالمنهجية وطريقة العرض، إذ السفر إلى مختلف البلاد لتقديم الجوانب المشرقة ومقارنتها بحال الدول العربية بفلسفة مفادها أنه بالإمكان أن نكون مثلهم. في الأعوام الأخيرة لبرنامج "خواطر" ارتفعت الأصوات تجاهه، وأن حلقاته أضحت أفكارا مكررة لا جديد فيها، ورغم ذلك استمر في تقديم الجديد من الأفكار بوصفها نماذج. بالفعل "خواطر" سينتهي مع آخر يوم في رمضان، لكنه استطاع أن يحقق شهرة عربية ويؤسس لبرامج مماثلة وإن اختلفت المسميات، لكنها جميعها تصب في نهر العمل والإيجابية.