يتعرض الفنان "ناصر القصبي" حاليا لسيلٍ جارفٍ من الشتائم والكلام البذيء، عطفاً على ما قدمه في الحلقات الافتتاحية لمسلسله الرمضاني "سيلفي"؛ دون أن ينال مؤلف العمل ولا كلمة واحدة!
الإشكالية هنا أن جمهور المنتقدين تجاهلوا الأدوار الأساسية لمؤلف العمل ومخرجه، وكان التركيز فقط على بطل العمل، رغم أن محتوى الحلقات أبدعه المؤلف ثم حوله المخرج إلى واقع مشاهد، دون إغفال أن الحلقات تعبّر في النهاية عن وجهة نظر المؤلف بشكل أساسي، بيد أن الوعي الفني المنخفض للبعض جعله يوجه سهامه للشخصية الأكثر شهرة في المجتمع وهو بطل العمل، وبالطبع كان أغلب الهجوم شخصياً رخصياً مبتذلاً، مع قلة قليلة استطاعت تقديم نقد فنيٍ هادف، مرتبط بالمستوى الفني المتدني الذي لا تزال الدراما السعودية تدور فيه منذ سنوات عديدة.
فالركاكة الفنية وضعف السيناريو والحوار أمران مرتبطان بتردي المشهد الفني السعودي كله، ولا يمكن تحميله فريق العمل وحده، لكن جراءة الطرح واقتحام المناطق المحظورة من جهة أخرى أمران يستحق فريق العمل كله الإشادة عليهما، فكم من قضية مجتمعية لم تحل ولم يلتفت لها أحد إلا بعد أن تكون الدراما قد قدمتها بأسلوب أو بآخر؟ ولعل مجرد إثارة الرأي العام، ورفع مستوى نقاش تلكم القضايا يساعد على تفهمنا لزوايا القضية، وإدراك آثارها على المجتمع وأفراده، كما فعل "طاش" قبل سنوات.
الغريب في الأمر أن الكثيرين تجاوزوا رمزية "سيلفي" كاسم للمسلسل، والذي كأنما يشير إلى أنه مجرد صورة طبق الأصل لما نحن عليه، لذا لا أعرف لماذا غضب البعض من نقل واقعنا وإضافة شيء من السخرية اللاذعة عليه؟ إذ إن هذا ما تقوم به الدراما في كل مكان من حولنا، والتي لا تنجح وتحقق الانتشار إلا حينما تكون نابعة من مجتمعها وهذا ما اجتهد فيه مؤلفو ومخرج وأبطال "سيلفي".