فتح رئيس النادي حقيبة ساموسنايت كانت بحوزته، أطلت منها رزم كثيرة من ذوات فئة الخمسمئة ريال، فيما كانت عينا اللاعب تشخصان متجمدتين فوق تلك القطع النقدية التي قطعت الحديث، ودفعته للتوقيع مباشرة على عقد لمدة خمس سنوات.

ذات اللاعب كان قبل ساعات فقط يبحث عما اعتاده دوماً، حيث كان يشتري مكيفات بالتقسيط ويبيعها نقداً بسعر مخفض ليتمكن من السفر في إجازاته.. لكن حقيبة فتحت فجأة، نقلته إلى عالم آخر، وإلى آفاق صعُب عليه أن يدرك متطلباتها، وأن يعي مستلزماتها.

ذاك باختصار مشهد طالما تكرر مع دخول كرتنا عالم الاحتراف، ومعها دخل لاعبون بلا أي ثقافة، ودون أي استعداد عالم الثراء المفاجئ، متسلحين فقط بمهارة الكرة، ومستفيدين من تناحر الآخرين الذي أوصل أسعار التعاقد معهم إلى مستويات لم يكونوا يوماً يجرؤون على مجرد الحلم بها.

وبعد، هل يبدو غريباً أن يضبط لاعب في ماخور ما؟، وهل يبدو مفاجئاً أن ينتهي آخر متسولاً بعد اعتزاله اللعبة؟، وهل سيكون من غير المتوقع أن يرتمي ثالث في أحضان الانحراف مع اقتراب عمره الكروي من خريفه؟.

الاحتراف يحتاج تثقيفاً وتوعية موازيين، فهل قمنا بشيء حيالهما؟ أم اكتفينا بلهاث اللاعبين في الملاعب، وتركنا "الشقى لمن بقى"؟.