يقول السفير النرويجي بالمملكة رالف هانسن إن بلده متنوع الثقافات والأديان، يحتضن قرابة 180 ألف مسلم يعمرون المساجد خلال الليالي الرمضانية بصلواتهم وشعائرهم الدينية، في جو يغلب عليه التسامح الديني بين فئات المجتمع الذي يحترم الاختلاف الثقافي، ويرى أنه ميزة تثري البلاد.

وأضاف أن بلاده تتيح لمعتنقي الأديان المختلفة ممارسة طقوسهم دون مضايقات، وتكفل لهم حريتهم، ولكن طبيعة البلاد التي لا تغرب فيها الشمس إلا لساعات، تزيد عدد ساعات الصيام التي تبلغ 20 ساعة، وهو ما يؤرق الصائمين.

يقول هانسن لـ"الوطن" إن "أعداد المسلمين في النرويج ما بين 160 - 180 ألفا، 35 ألفا منهم قدموا من باكستان، فيما يبلغ عدد الصوماليين والعراقيين 29 ألفا، والأتراك 16 ألفا، والمغاربة 8 آلاف"، لافتا إلى أن علاقات المسلمين مع السكان المحليين جيدة بشكل عام، حيث يعود تاريخ المسلمين في البلاد إلى سبعينات القرن الماضي.

وكشف أن "النرويج تحتضن أربعة مساجد رئيسة، كما أن هناك عددا من المساجد الأخرى المتوزعة على مختلف أنحاء البلاد، والتراث الإسلامي جزء لا يتجزأ من الثقافة النرويجية، كما أن المسلمين لديهم الحرية الكاملة في ممارسة طقوسهم الدينية، وهناك عدد من الجاليات المسلمية النشطة والفعالة جدا في المجتمع".

وأشار هانسن إلى أن "الاحتفالات بالمناسبات الإسلامية مظهر مميز في النرويج، حيث تحتفل الجالية المسلمة بالشهر الفضيل سنويا، ولكن ما يؤرقهم هو ساعات الصوم الطويلة"، مشيرا إلى أن اللافت في الحركة التجارية خلال رمضان قيام عدد من المتاجر بعرض منتجاتها بأسعار تشجيعية.

وأضاف سفير النرويج في المملكة "خضت تجارب ممتعة خلال شهر رمضان، عندما قضيت أياما منه في المملكة، حيث فطرت على موائد الرحمن، وتناول وجبات الإفطار الشهية، مبينا أن ساعات العمل في السفارة يتم ضبطها لتتلاءم مع الأوقات الرمضانية.

وأشار السفير إلى أن "مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان يعدّ فكرة جيدة، وتأثيره سيكون جيدا على المدى الطويل".

وأوضح هانسن أن "المسلمين في النرويج دأبوا على الاحتفال بالشهر الفضيل، بإضفاء ملامح إسلامية تتمثل بدعوة الدعاة والمشايخ من البلاد الإسلامية لإقامة الصلوات، والدروس، وتنظيم الأعمال الخيرية مثل موائد الرحمن التي لا تقتصر على المسلمين، بل يتم دعوة الجميع إليها".

يذكر أن النرويج ثاني دولة في العالم في قائمة الدول التي تتميز بعدد ساعات صوم طويلة، التي تصل إلى 20 ساعة، فيما تحتل الدنمارك المرتبة الأولى بـ21 ساعة، فيما تأتي روسيا في المرتبة الثالثة بـ19 ساعة.

أما الأماكن الأقصر في أوقات الصيام فتتصدرها الأرجنتين بتسع ساعات ونصف الساعة، تتلوها أستراليا بـ10 ساعات، وجنوب أفريقيا بـ10 ساعات ونصف الساعة.