حالة من الاستياء اعترت كثيرا من المشاهدين الذين تابعوا مسلسل "سوبر محصل" الذي جندت له "روتانا خليجية" كل وسائل الدعاية والإعلان، بغية الاستحواذ على أكبر شريحة من المشاهدين.
وعلى ما يبدو أن القناة قد نجحت نجاحا محدودا في التسويق والدعاية للمسلسل الذي يشارك في بطولته كل من الفنان أسعد الزهراني وطارق الحربي، غير أن تلك الدعاية والمؤتمر الصحفي اللذين سبقا انطلاق المسلسل لم يكونا كافيين لسد عيوب المسلسل وترهله الواضح، الذي جعله يتراجع بين العديد من المسلسلات المنافسة.
فالمسلسل الذي لم تفهم حتى الآن قصته أو الرسالة التي يريد أن يوصلها إلى جمهوره، خرج على المشاهد بلقطات مبتورة وأدوار ركبت موجة التهريج وربما الثرثرة المزعجة أحيانا، التي ربما أفقدت الفنانين الزهراني والحربي قيمتهما الفنية كشابين ينظر إليهما على أنهما مشروعان لفنانين كوميديين رائعين، وبالتالي فهما في غنى عن مثل هذه الأعمال التي ربما لن تضيف شيئا إلى مشوارهما.
إضافة إلى ذلك، فقد كان هناك جملة من التسريبات التي خرجت من دهاليز العمل، وكانت تتخوف من فشل المسلسل بسبب ضيق الوقت الذي تم فيه التصوير نتيجة اعتماده المتأخر من قبل القناة الناقلة، إضافة إلى الترشيح السريع والمتعجل لبعض الممثلين من أصحاب الأدوار الثانوية، في حين ذكر بعض النقاد أن هذه الأسباب كفيلة بأن يخرج العمل بهذا المستوى الضعيف الذي لن يضيف لطاقم العمل سوى استنزاف قيمتهم الفنية.
ويعتبر أسعد الزهراني من وجهة نظري الضحية الأكبر في هذا العمل، فالرجل ظل لسنوات يحاول أن يضع لقدمه موطئ في ساحة الدراما إلى أن تمكن من ذلك بعد وقت طويلا وبات يحظى بشعبية لا بأس بها، وربما أسهمت مشاركته في "واي فاي" في ذلك، إلا أن ظهوره في "سوبر محصل" ربما يكون خروجا قاسيا من دائرة الإبداع والجدارة.
ثامر الصيخان الذي نشط وبرز في ساحة التأليف وقدم نماذج فنية جيدة ربما يكون هو الآخر قد دفع دفع ضريبة هذا الفشل بعد أن ساقه قلمه إلى نص مبتور وقصة تفتقد إلى ربط الأفكار، فيما لا يزال الكثير مما يعرفون قلم وفكر الصيخان يشككون في أن يكون هذا العمل المتواضع الفارغ من أي مضمون من عصارة فكر وإبداع الرجل.