ثماني عشرة دقيقة إلا ثانية واحدة، في هذا الوقت القصير والشجاع، كأن كل ثانية منه ترجع بك سنة في الزمن والعظمة، من عام 1930 وصولا إلى الباقيات على قيد الحياة، في أيامنا البليدة هذه. وأنت تقرأ عنوان الفيلم "رائدات الغناء في العراق والخليج"، تفكر بمهابة؛ كيف يمكن لزمن خاطف إلى هذا الحد، أن يرصد تلك الأحقاب والأسماء؟ لكنك مع آخر ثانية، تعرف أن الشغل كان في غاية المهارة والعمق.

يبدأ الفيلم بصوت الراوية النافذ، في تعريف مداهم وشجي للغناء، تقول: "الأغنية طعم الأيام، تحفظ للتاريخ لونه ورائحته وأنينه. الأغنية لوعة المحب، وسلوة المهجور، تصدح في القلب، تعزف الوجع في الفقد. الأغنية طبول الذكريات، شكوى الليل، دفتر العشاق، كأس الوحيد، بساط الأصدقاء...".

يصحب هذا التعريف العذب ومع كل جملة مشاهد ومشاهد، وموسيقى خلفية، تضرب في الحنين والبهجة. استعرض الفيلم سبعة عشر اسما من السيدات الرائدات، كان للعراق نصيبه الأوفر، بحجم ما فيه من التاريخ والفن والأثر، العراق الذي يتناهشه الأنذال اليوم.

الرائدات العراقيات العشر، بدءا من 1930 هنّ: "زكية جورج، منيرة الهوزوز، صديقة الملاية، سليمة مراد، سلطانة يوسف، وحيدة خليل، زهور حسين، عفيفة إسكندر، نجاة سالم، لميعة توفيق"، وسيدتان من الكويت "عودة المهنا، عائشة المرطة"، ومن الإمارات موزة سعيد، ومن عمان موزة خميس. أما السعودية فكنّ ثلاث رائدات "توحة، عتاب، إبتسام لطفي".

الفيلم قدمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ومادته ترجع إلى الباحث والأديب أحمد الواصل، شكرا.

https://youtu.be/QfMF-IOwLcM