يعيش الطلاب السعوديون المبتعثون في الصين أجواء تآلف أكثر حميمية وألفة من غيرهم من المغتربين في الدول الغربية، فخلال أيام الشهر الفضيل يجتمع مئات الطلاب على مائدة إفطار واحدة في عدد من المواقع التي يقطنها الطلاب السعوديون في بكين، والتي تعد أكثر مدينة يجتمع فيها الطلاب العرب، بحكم وجود جامعة بكين التي تعد من أقدم الجامعات في قارة آسيا.

وقال طلاب مغتربون في الصين إن شهر رمضان كان له الفضل الأكبر في جمع شتات بعضهم في مجموعات مصغرة، وذلك خلال تنظيم موائد الإفطار والسحور، الأمر الذي سمح لهم بالتعرف على بعضهم وزيادة أواصر المحبة والألفة بينهم.

ولم تتوقف حسنات هذا الشهر عند هذا الحد، إذ توطدت العلاقات الحميمية بين الطلاب فيها بينهم انتهت بحسب حديثهم لـ"الوطن" إلى اجتماع كثير منهم في السكن الخاص بالطلاب المغتربين بعد أن كانوا متفرقين في العاصمة الصينية التي يقطنها ما يزيد عن 14 مليون نسمة.

وأحيا المبتعثون في الصين بتجمعهم العادات والتقاليد العربية من الأطعمة والمأكولات التي تدرج الشعب على تناولها خلال شهر رمضان، وحرص كثير منهم منذ الأيام الأولى لشهر الصوم على توفير الأطعمة الأكثر تلاؤما معهم وفي مقدمتها القهوة العربية والتمور وبعض المأكولات العربية الأخرى التي أعادت إليهم ذاكرة المائدة الرمضانية التي اعتادوا على تناولها مع ذويهم في المملكة.

وذكر الطالب سلطان علي الشهري أن فكرة تجميع الطلاب المشتتين في أنحاء كثيرة من العاصمة بكين بدأت عندما اقترب شهر رمضان، إذ تولى بعض الطلاب هذه المسؤولية وتواصلوا مع كثير من المبتعثين لجمعهم على الإفطار، وكذلك استغلال الشهر الفضيل للتعارف وإقامة العلاقات الأخوية بين الطلاب، وأداء صلاة التراويح وممارسة بعض الطقوس الرمضانية، لا سيما في ظل توزع الطلاب في أكثر من كلية وأقسام مختلفة من الجامعة ليتسابق الطلاب في تنفيذها.

وأضاف الشهري أن الفكرة لاقت كثيرا من الترحيب من الطلاب، إذ بلغ عدد الأماكن التي يجتمع فيها المبتعثون حاليا ثمانية أماكن، يشرف عليها عدد من المتطوعين الذين يتولون تجهيز وجبات الإفطار وتوفير الأطعمة بشكل يومي، فيما يسهم كل طالب من الطلاب المشاركين في تلك المجاميع بدفع مبلغ رمزي لتوفير وجبة الإفطار، أما وجبة السحور فتركت اختيارية للراغبين في الاجتماع ليلا.

أما أحمد العجمي، أكد حرصه وبعض الطلاب على توفير مخزون لا بأس به من الأطعمة التي يجلبونها من المملكة قبل حلول الشهر الفضيل، في مقدمتها التمر والقهوة وغير ذلك من الأطعمة التي يمكنها أن تبقى طويلا دون أن تتأثر بعوامل الجو.

وأضاف أن تخصيص أماكن يجتمع فيها المبتعثون في العاصمة الصينية أعاد الأجواء الرمضانية العربية لكثير منهم، إضافة إلى أن هناك طلابا عربا يحضرون إلى هذه الأماكن، ما شكّل فرصة للتعارف فيما بينهم.