في عملية نوعية، تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية، بجدارة تامة، بدعم من طيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة، من استعادة السيطرة على منطقة "رأس عمران" الاستراتيجية، شمال مديرية البريقة، التي تبعد حوالي 25 كيلو مترا عن المصفاة من الناحية الغربية بمحافظة عدن.
وبحسب مصادر محلية خاصة، فقد نشرت المقاومة العديد من نقاط التفتيش لتأمين المنطقة من أي عمليات تسلل للمتمردين، وإحباط محاولات استعادة المنطقة. وأكدت نشرة عاجلة للمركز الإعلامي للمقاومة بعدن مقتل 45 من المتمردين ووقوع آخرين في الأسر، واغتنام العديد من الأسلحة والصواريخ والمدافع الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، وكميات كبيرة من الذخائر وعدد من الآليات العسكرية. كاشفة في ذات الوقت عن استشهاد خمسة من مقاتلي المقاومة، بينهم قائد اللجان الشعبية الجنوبية في مدينة صلاح الدين محمد حرباج، وجرح 15 آخرين، مشيرة إلى أن القوات التي خاضت معركة تحرير رأس عمران كانت مكونة من قرابة 400 مقاتل، يتبعون للعميد فضل حسن قائد جبهة صلاح الدين والجبهة الشمالية.
وقالت المقاومة الشعبية إن السيطرة على المنطقة تعد بمثابة ضربة قوية للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع على صالح، التي كانت تتخذ من المنطقة مركزاً مهماً لتجمع القوات المتمردة، وإطلاق صواريخها وقذائفها على الأحياء السكنية في المدنية، وهي الصواريخ التي حصدت أراوح المئات من المدنيين خلال الفترة الماضية، موضحة أن مقاتلي المقاومة بدأوا عمليات تمشيط واسعة لمطاردة فلول المتمردين الذين هربوا إلى صحراء الفردوس.
ويرى مراقبون ومصادر في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، التي تتخذ من عدن مقراً لها، أن مشاركة طيران التحالف العربي كان لها دور ملموس في سرعة تحقيق السيطرة على رأس عمران، خصوصاً بعد السيطرة على الطريق الواصل بين مديرية صلاح الدين ورأس عمران، وما تلاها من ضربات مكثفة لمواقع المتمردين، وتدمير وحدات إطلاق الصواريخ المتحركة. إضافة إلى بسالة مقاتلي المقاومة، وضباط وعناصر المنطقة العسكرية الرابعة. مشيرة إلى أن هذا الانتصار ستكون له انعكاسات إيجابية على الجبهة الشمالية للمدينة، حيث بات بإمكان المقاومة هنالك أن تكسر الحصار الذي تفرضه الميليشيات وقوات صالح عليها منذ أشهر. وتوقعت مصادر عسكرية في المنطقة الرابعة أن تكون منطقة مثلث العلم والعريش، هي الخطوة التالية للمقاومة لتطهير مناطق خور مكسر، وكريتر، والمعلا، والتواهي من قبضة الميليشيات.
من جانب آخر، وفي محافظة شبوة التي لا تزال تشهد معارك شرسة بين رجال القبائل المحلية والميليشيات الحوثية، كشف المتحدث باسم المقاومة، مبارك العولقي باراس، عن تلقي قوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، دعما عسكريا كبيرا في المعدات والأفراد خلال الأيام القليلة الماضية، مُشيراً في اتصال هاتفي مع "الوطن" إلى أنهم رصدوا وصول إمدادات لتلك القوات، التي شنت بدورها هجوماً على منطقة القرن الأسود، قائلاً إن القوات العسكرية الموالية لصالح واللواء الثاني مشاة تستخدم استراتيجية عسكرية تعتمد الالتفاف على مواقع المقاومة القبائل المحلية.