جميعا نتحدث عن انحسار جهدنا البدني، فضلا عن تراجع ممارستنا للرياضة، مما أثّر بشكل سلبي على صحتنا العامة. بالطبع تزداد هذه المعاناة مع جيل اليافعين الصاعد الذي أدمن ألعاب الفيديو، وزادت الهواتف الذكية الطين بلّة، مما جعل التمارين الرياضية آخر اهتماماتهم!
لذا قامت كثير من الدول والمنظمات بكثير من الحملات التوعوية لزيادة الاهتمام بالرياضة وترويجها، ولكن لا حياة لمن تنادي.
إلا أن حملة "الكرة الصفراء" المبتكرة تمكّنت أن تجذب اهتمام الشباب، وتعيد اهتمام المشاركين بالرياضة وعالمها، والسبب أنها استطاعت الجمع بين ممارسة الرياضة نفسها والعالم الرقمي الذي يدمنه الشباب، رغم أنه يبدو أنهما اتجاهان متناقضان!
تعتمد فكرة حملة VREB على مبادرة تبناها المركز الأميركي للتحكم بالأمراض، وزع خلالها آلاف الكرات ذات اللون الأصفر في كل الولايات الأميركية، تلكم الكرات تحوي كل واحدة منها رقما تسلسليا مختلفا، بحيث يستلم الشاب الكرة ثم يقوم بتسجيل موقعها الحالي والأنشطة التي قام بها في الموقع الإلكتروني للحملة، بعد ذلك يفترض أن يهدي الشاب الكرة إلى صديق آخر وهلم جرا.. بحيث تنتقل الكرة من يد إلى يد ومن مدينة إلى أخرى بل ومن ولاية إلى ولاية ثانية، والممتع في الأمر أنك تستطيع عبر الموقع تتبع الكرة التي سبق ولعبت بها ومعرفة موقعها الحالي والسابق، ومن لعب بها وكيف لعب بها، وتستطيع أيضا أن تعود إلى ممارسة اللعبة بالبحث عن الكرات الموجودة في المنطقة القريبة منك، عبر البحث برقم الرمز البريدي لمنطقتك.
استمرت الحملة أربع سنوات وبنجاح منقطع النظير، ورغم أن الفكرة بسيطة وتنفيذها لم يحتج إلى كثير؛ إلا أن الخبراء يرون أنها من أفضل حملات التسويق الاجتماعي التي استطاعت التأثير على سلوك من تعرض لها، والسبب أنها ببساطة ربطت هدف الحملة بشيء محبب لجمهورها، وهو استخدام وسائل التقنية الحديثة.