صورة واحدة لتكفين ميت في أحد المولات في الرياض تثير حزمة من الأسئلة، وتعيدنا إلى سنوات خلت من هذه السلوكيات التي تواصل ضخ عقول الشباب بتتفيه فكرة الحياة وإعمار الكون والعمل لمستقبل أجمل.. ثم نمر عبر بوابة استمراء الموت إلى فكرة كراهية الحياة، ومغادرتها إلى الجنان والحور والولدان.
هذه الأفكار ربما لا تلاقي عند البالغين والكبار الأرضية الخصبة ذاتها للاستنبات، كما هي في عقول الشباب والمراهقين. الذين يقبلون على الموت مدججين بمثل هذه القناعات المسطحة، والموجهة، والتي لم تطرح عليهم بالمقابل، السؤال: لماذا جعل الله الإنسان في الأرض "خليفة"؟
لكن المؤلم أكثر أن يأتي هذا الحدث ضمن فعاليات سياحية، وفي مول للتسوق يضم الأطفال والكبار.
ذاك لأن صناعة السياحة في بلادنا تعاني في الأصل من اعتلال شديد.. رغم كل هذه المسافة الممتدة عبر الأجيال.. والضاربة بجذورها في أعماق الزمن.
وفي الوقت الذي نرجو تطورا واهتماما في هذا القطاع، تتحفنا الفعاليات الموسمية التي تترافق عادة مع إجازات الطلاب، بمثل هذه المسرحية وما يشبهها.
مصيبة إن حدث هذا الأمر تحت مظلة السياحة.. والمصيبة أعظم إن كانت لا تعلم به.. خصوصا في وجود بعض الأشخاص في الصورة يرتدون ملابس تنبيء عن انتمائهم إلى قطاع الصحة.. ما يعني الإعداد المسبق و"الجيد" للفعالية.