تستعد مدينة ينبع لاستقبال الزوار خلال إجازة عيد الفطر المبارك والاستمتاع بالأجواء البحرية والتاريخية والتراثية التي تزخر بها المحافظة، بعدما أكملت لجنة التنمية السياحية بالمحافظة استعداداتها لإقامة احتفالات عيد الفطر وتحديد أربعة مواقع للاحتفالات التي تستمر خمسة أيام.

وأوضح أمين لجنة التنمية السياحية بينبع يوسف وهيب أن المنطقة التاريخية في المحافظة ستمون من ضمن المواقع التي يشملها الاحتفال بعد انتهاء عمليات الترميم والتجميل لتعود من جديد لاحتضان مناسبات أهالي المحافظة بعد أن توقفت عن ذلك سنوات عدة.

وأشار وهيب إلى أن الاحتفالات التي ستشهدها المنطقة التاريخية في المحافظة تبدأ مع أول أيام العيد ببرامج وفعاليات متنوعة مثل مسرح الطفل، والفنون الينبعاوية الشعبية القديمة، وعروض الأكلات الشعبية والحرف اليدوية، ومسابقات شعبية وعروض ترفيهية، وعرض منتجات الأسر المنتجة ومسرحيات وعروض شعبية.

وتحتضن المنطقة التاريخية بينبع مباني أثرية قديمة يعود بعضها لما يزيد على 100 عام، وتتميز بالطراز الإسلامي، حيث تزينها المشربيات والرواشين والأبواب المطعمة بمكعبات الأرابيسك العتيقة، وتمتاز مقاهيها ومحالها التجارية بخصائص الفن المعماري المحلي.

وكان رئيس الهيئة العامة للساحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أعلن العام الماضي عقب زيارته للمنطقة التاريخية التي تشهد إقبالا كبيرا من أهالي وزوار ينبع طوال العام البدء في مشروع ترميم المنطقة التاريخية وإعادة فتحها للزوار، ليقام فيها هذا العام أول احتفالية للأهالي داخل المنطقة التاريخية.

من جانبه، أفاد الباحث في تاريخ ينبع عاطف القاضي، أن ينبع القديمة تحتضن عددا من الأماكن مثل سوق الليل الأثري، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى قرن مضى.

ولفت إلى أن السوق اشتهر ببيع المنتوجات الشعبية، والسمك الناشف المجفف والبصر والزرنباك، والمنتجات الغذائية المحلية كالسمن والعسل والتمر وأدوات الصيد البحرية والتحف والأواني النحاسية ومطاعم السمك المقلي والصيادية والقهاوي الشعبية والأقمشة والخبز بأنواعه.

وذكر أن المنطقة التاريخية شهدت منذ بدء العطلة الصيفية زيارة عدد كبير من الزوار والمصطافين والأهالي والمقيمين لها، وقال "المنطقة التاريخية بينبع وسوق الليل الأثري أضحيا واجهة حضارية وجزءا من الهوية الثقافية لينبع"، مرجعا ذلك لتميزهما بوجود منتجات تختص بها عن غيرها من الأسواق سواء في ينبع أو المناطق المحيطة بها.

وأرجع إطلاق السكان مسمى سوق "الليل" على السوق الشعبي إلى أنه السوق الوحيد الذي كان يعمل ليلا في ذلك الزمن، فيما كانت جميع الأسواق الأخرى تغلق أبوابها مع غروب الشمس، مطالبا بالحفاظ على هذا الإرث التراثي وحمايته من الاندثار.