عندما عاد خالد سامي إلى المسرح بعد غياب استمر قرابة 25 عاما, حملت هذه العودة معها كثير من الأسى والحزن لخالد نفسه, فبعد أيام من انتهاء عرض مسرحية "بابا سامحني" في احتفالات عيد الفطر الماضي بالرياض, التقيت بخالد وكان الندم قد نال منه ما نال, وعبر بألم وحسرة عن السنوات التي قضاها بعيدا عن المسرح وقال بنبرة حزينة إنه لو كان يعلم أن جماهيريته بهذا الحجم لما ابتعد عن المكسب الوحيد في نظره وهو الجمهور.

علمت بعد ذلك أن خالد سامي بكى عندما رأى جمهوره يصفق له متفاعلا مع المسرحية ونجومها, وهذا المشهد يفتح أمامنا بابا آخر وهو حب الناس للمسرح ورغبتهم في مشاهدته, ولأن لغة المسرح ارتبطت بشكل كبير بالكوميديا فإنه من الواضح أن الناس لا تحب الضحك إلا في أيام الأعياد والمناسبات بينما لا يوجد وقت محدد لعرض المسرحيات. ومن هنا تبرز المشكلات التي يعاني منها المسرح السعودي والتي اعتقد أن النجوم أنفسهم يعانون منها إذ أصبحت هذه الأعمال الفنية لا تظهر إلا بشكل نادر جدا, وذلك يعود لأمور منها عدم وجود متعهدي المسرحيات بشكل دائم في السنة, ومبالغة الفنانين في رفع الأجور, وعدم وجود جهات رسمية داعمة لإقامة الفن المسرحي وغيرها, إلا في بعض الأمانات القادرة على تنظيم هذه النشاطات والتي يجب تقديرها على ذلك.

سألت خالد سامي عن السبب الذي أبعده عن المسرح كل تلك السنوات, إلا أن إجابته لم تكن مقنعة, فمن غير المعقول أن يغيب نجم بهذا الحجم عن الساحة لأنه يعتقد أن مقومات المسرح كانت في ذلك الوقت معدومة. ربما لا أتفق مع خالد حول هذا الأمر فلكل فنان قضية لا بد أن يحارب من أجلها مهما كانت العقبات. وربما يكون الأمر الذي يدعو للاستغراب في حديثي مع خالد هو رغبته في إنشاء فرقة مسرحية برفقة الفنان القدير عبدالله المزيني وبعض أعضاء مسرحية "بابا سامحني", فكيف يمكن أن تؤسس هذه الفرقة إذا كان قائدها بعيدا عن المسرح كل هذه السنوات بسبب ضعف مقومات الفن المسرحي في المملكة؟!

السؤال الأهم: أين جمعية المسرحيين, أين فروع جمعية الثقافة والفنون عن تنظيم مسرحيات في هذه الفروع؟ ولماذا لا تستعين بالنجوم من أجل أحياء المسرح السعودي الذي يدعي البعض أنه ما زال حيا؟! هل يعيش المسرح عندما نحتاج فقط للضحك؟!