في الوقت الذي أعلن مسؤول أميركي في فيينا أمس، أن مسائل أساسية لا تزال عالقة في المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 الهادفة للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ألقى زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور ميتش مكونيل ظلالا من الشك بشأن قدرة الرئيس باراك أوباما على نيل موافقة الكونجرس على أي اتفاق يجري التفاوض بشأنه مع إيران.
وقال مكونيل في مقابلة مع برنامج (فوكس نيوز صنداي): أعتقد أنها ستكون - إذا ما تمت- عملية صعبة للغاية في الكونجرس. وأضاف: نعرف بالفعل أن الاتفاق سيترك إيران دولة على أعتاب امتلاك قدرة نووية. وبوسع الرئيس عرض أي اتفاق مع إيران ليراجعه الكونجرس.
ولو رفض الكونجرس الاتفاق فقد يستخدم أوباما حق الرفض (الفيتو) ضد القرار. وبعدها يمكن للكونجرس أن يحاول رفض الاعتراض الرئاسي وهو أمر صعب.
لكنه إن نجح فسيجرد الكونجرس أوباما من أي قدرة على تخفيف عقوبات أميركية على إيران بشكل موقت.
وانتقد كثير من الجمهوريين في الكونجرس الأميركي وبينهم مكونيل المفاوضات وقالوا إن الولايات المتحدة عليها بدلا من ذلك تغليظ العقوبات الاقتصادية على إيران لمنعها من تطوير سلاح نووي.
وقال مكونيل إنه إذا وافق مجلسا الشيوخ والنواب وفي كليهما للجمهوريين الأغلبية على مشروع قانون يرفض اتفاقا نوويا مع إيران تقدم به أوباما فسيكون بمقدور الرئيس استخدام حق الرفض.
وحينها سيحتاج المعارضون لتصويت بأغلبية كبيرة لا تقل عن الثلثين في الكونجرس لتجاوز حق الفيتو.
وقال مكونيل: سيكون أوباما مطالبا بالحصول على 34 صوتا على الأقل البالغ عددهم 100 عضو لكي يصمد حق اعتراضه، مضيفا أنه يتمنى أن يقاوم الديموقراطيون "ضغطا قويا" لعدم إضعاف أوباما.
إلى ذلك اقترح معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى شروطا جديدة للفريق الأميركي المفاوض مع إيران بأنه ينبغي عليه" وضع قيود على برامج إيران للأبحاث وتطوير القدرات الصاروخية" جنبا إلى جنب مع القيود النووية، نظرا لما يزعم به بدء إيران، ومنذ عام 2004 اعتماد تقنية المخروط الثلاثي – تصميم مرتبط حصرا تقريبا بالقذائف النووية – في الرؤوس المتفجرة لصواريخ شهاب المختلفة.
كما جدد معهد واشنطن مطالبته لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يفرض قيودا على برامج إيران الصاروخية وتهدد باتخاذ عقوبات حقيقية بحق أولئك الذين يوفرون الدعم لبرنامج إيران الصاروخي.
ومن جانبه، فنَّد المجلس الأميركي للسياسة الخارجية مزاعم العقوبات الاقتصادية كسلاح رادع للبرامج النووية، لاسيما وأن تجربة كوريا الشمالية أوضحت حصولها على القنبلة النووية في ظل عقوبات صارمة ضدها، وإيران كذلك، باستطاعتها الوصول لتلك المرحلة.
وأوضح المجلس أن إيران لديها ميزة أفضل من كوريا الشمالية لتطوير سلاح نووي حتى بعد التوقيع على الاتفاق، إذ تتمتع بتبادل اقتصادي أكبر ولديها بنية تحتية أفضل.
وأضاف أن إيران لا تستند قاعدتها المعرفية إلى طواقمها العلمية فحسب، بل أيضاً من القاعدة العلمية لكوريا الشمالية التي تتعاون معها في المسائل النووية وبرامج التسليح منذ سنوات عدة.