لم يجد سوى الفرشة والألوان ليعبر عما في داخله من مشاعر ليبوح بها على حائطٍ بحي أم الجود بمكة المكرمة، مستوقفا كثيرا من المارة الذين تفاعلوا مع ما قدمه من لوحة فنية عبر فيها بطريقته الخاصة التي أراد من خلالها أن يودع المغفور له بإذن الأمير سعود الفيصل.

"الوطن" التقت بالفنان عبدالله مجرشي طالب الهندسة الميكانيكية بجامعة جازان، الذي يقطن بمكة حيث تحدث قائلاً: لم أتمالك ما بداخلي فكل مواقع التواصل متاحة لأن أعبر عما بداخلي، ولكن تعبيري كفنان يختلف تماماً عن كل العبارات والكتابات، فبعد الإعلان عن وفاة الأمير سعود الفيصل بقيت جالساً في منزلي متابعاً لكل الأحداث والقنوات، وفي داخلي حزن لم أجد طريقةً لإخراجه.. ظللت صامداً حتى قبيل الفجر عندها أتت هذه الفكرة بأن أنثر ما بداخلي من مشاعر على أحد الجدران بألوان مختلفة تعكس مدى حزني على الراحل، لذا انتظرت ساعات الصباح الباكرة فأخذت كافة أدواتي لأقوم برسم صورة الراحل كاتباً عليها فقد أمة ومسيرة بطل مع كتابة تاريخ الميلاد والوفاة.. لعل هذه العبارات خففت من وطأة حزني على الفقيد الذي تعطف معه كل الشعب، وحزن عندما أعلن خبر وفاته.

وأشار عبدالله إلى أن الرسمة استغرقت منه ساعةً كاملة مع وقوف العديد من المارة الذين تفاعلوا معه وقدموا له التحايا الحارة في ما قدمته من لوحة تعبيرية عن فقيد الأمة.