واليوم أيها الصديق وفر كل ملاحظاتك حيال فعاليات الصيف السابقة التي يحتفظ بها رأسك مذ استنشق الهواء، دعك من انتقاداتك اللاذعة لألعاب شد الحبل وتدوير الكراسي ومطاردة البالونات التي تنشط كل صيف، ثم غض النظر عن كمية التهريج التي تتم فوق خشبة مسرح بائس وعن ألوان الإضاءة التي تستنفر كل خلاياك البصرية، ثم توقف عن سرد ملاحظاتك المتعلقة بكمية الفوضى البصرية في إعلانات المهرجانات المنتشرة حتى على أعمدة الإنارة، ثم التزم الصمت مشكورا حين يأتي الحديث عن نجم المهرجان، ذلك الممثل الشهير الذي حضر خصيصا لإصابة أكبر عدد ممكن من الحضور بـ"جلطة" مباشرة!
اليوم أيها الصديق يجب أن تكون ممتنا لفقرة "أطول وأقصر رجل في العالم" التي توزع غباءها على المهرجانات كافة هنا بالتساوي، اليوم يجب أن تشكر مقدمي المهرجانات السابقة الذين كانوا يكررون سؤالهم الأزلي "عندك مشاركة؟" دون ملل أو كلل وحتى انقضاء يوم الصيف الأخير! يجب أيها الصديق ألا تنسى أن فقرة الألعاب النارية كانت لا بأس بها، هي على الأقل تأتي في ختام فعاليات كل يوم سياحي لتوقظ الزوار الذين أصابهم النوم من فرط حماسهم مع الفقرات الأخرى!
أيها الصديق، أقول قولي هذا وأنا أشاهد الآن فعالية "ترفيهية" صيفية مبتكرة عن أضرار المخدرات تمت في أحد أكبر مراكز التسوق هنا، حيث المكان الخطأ والجمهور الخطأ والسيناريو الخطأ، الفعالية الترفيهية التي انتهت بـ"كفن" محمول على "نعش"، ولا أعلم أيها الصديق ما علاقة طفل في الخامسة من عمره بكل ما سبق! ولا أدري كيف انتهت كل السيناريوهات من رؤوس المنظمين باستثناء سيناريو الكفن والنعش!
ختاما أيها الصديق يجب أن تعلم فقط أن أفراد الشريحة المستهدفة بهذه الفعالية الكفنية - النعشية ممنوعون من دخول هذا المركز التجاري!