عني الممثل الراحل عمر الشريف في السنوات القليلة الماضية بالمشاركة في أفلام مصرية وأجنبية تدعم التسامح الديني والإنساني. ولم يكن عمر في هذا الخيار ينطلق من مشاركات غير واعية بدور الفن، بل كان يرى نفسه ملتزما بقضية الإنسان أيا كان دينه، وعبر عن ذلك في مقابلة تلفزيونية في الآونة الأخيرة قائلا "شيء سخيف أن يتصارع أصحاب الديانات وأن يتصارع أصحاب الدين الواحد".
وأدى الشريف عام 2003 دور العجوز إبراهيم في فيلم فرنسي مقتبس من رزايو الفرنسي- البلجيكي إريك إيمانويل شميت "السيد إبراهيم وزهور القرآن" وفاز عن دوره بجائزة أحسن ممثل "جائزة سيزار الفرنسية" في فبراير 2004.
كما شارك الشريف عام 2008 في فيلم "حسن ومرقص" التي عالجت قضية التسامح الديني في مجتمع تعصف به التيارات السياسية.
والشريف الذي غادر مصر نجما في بداية الستينات وعاد إليها نجما في منتصف الثمانينات يكاد يكون الممثل المصري الوحيد الذي حظي بالتقدير ممثلا وإنسانا، حيث تداول مواطنون بعد وفاته أول من أمس مقاطع فيديو من لقاءاته التلفزيونية التي يحث فيها على التسامح.
يذكر أن الشريف اشتهر عالميا بدور "دكتور زيفاجو" في الفيلم الفائز بالأوسكار الذي يحمل نفس الاسم، واستمرت رحلته الطويلة من العطاء الفني قرابة ستة عقود شارك خلالها في نحو 120 فيلما. وكان أحد الممثلين العرب القلائل الذين استطاعوا الوصول إلى النجومية في هوليوود. واكتسب شهرة عالمية وترشح لجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "لورانس العرب" عام 1962 الذي تشارك في بطولته مع بيتر أوتول.