أعلن وزير الثقافة المصري عبدالواحد النبوي عن إطلاق مبادرة "الثقافة في مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة الظلامية الهدامة"، وذلك بحضور عدد كبير من الأدباء والمفكرين والمبدعين وممثلي الأزهر الشريف والكنيسة المصرية.
وقال النبوي إن "الوزارة لديها استراتيجية واضحة لمواجهة الإرهاب عبر اللقاءات الفكرية والفنية وتفعيلها في 32 موقعاً، لتعزيز الوعي والتنوير والمعرفة الحقيقية، وتنفيذ 18 محوراً رئيساً في ثلاثة أشهر مقبلة، تشمل إقامة مكتبة مجانية تضم 60 كتاباً مهداة إلى 40 ألف أسرة من مختلف أقاليم مصر ممن تعانى من ضعف اقتصادي، وكذلك في المناطق التي يوجد بها تيار إرهابي يعمل على استقطابها، إضافة لإقامة 30 ليلة مسرحية في الأقاليم بالتعاون بين قطاع الإنتاج الثقافي والبيت الفني للمسرح، ودعم بعض الأفلام السينمائية التي تحارب الإرهاب، وإقامة 50 أسبوعاً ثقافياً، و27 معرضا للكتاب في أنحاء مصر، وإقامة مسابقات لشعراء الصعيد والوادي والدلتا ومصر، وتشجيع الشباب المبتكرين والمبتدعين في مسابقة "مصر تبتكر" .
وأضاف النبوي أن "الوزارة تحرص على عودة حصة الموسيقى والقراءة والمسرح بناءً على توجيهات رئيس مجلس الوزراء بأن تتعاون وزارة التربية والتعليم مع وزارة الثقافة على تنشيط المسرح المدرسي من خلال تفعيل دور ألف مسرح مدرسي خلال العام المقبل".
وأشار النبوي إلى أنه أوصل لإمام الأزهر الشيخ الطيب والبابا تواضروس خلال اجتماعه معهما بأن كل إمكانيات وزارة الثقافة متاحة لهما، وطالبهما بقائمة لمجموعة من الكتب والأعمال المسرحية التي يرونها تحارب الإرهاب والتطرف وتضفي المحبة والسلام وتظهر عنصر الأمة المصرية"، موضحاً أن وزارة الثقافة لن تستطيع القيام لوحدها بهذا الدور، إلا أن تكاتف مجتمع المثقفين ورجال الدين والمفكرين والمهتمين بقضية هذا الوطن معها في هذا الجانب.
من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى للثقافة محمد أبو الفضل "دقت ساعة المواجهة، ولم يعد أمامنا خيار سوى مواجهة الذين يقتلون الأبرياء، وذلك بالكلمة ومن خلال المثقفين الذين يجوبون كل أرجاء مصر في القرى والنجوع ليؤكدوا أن مصر الوسطية والحضارة والتسامح ستظل دائماً، لذلك يجب على وزارة الثقافة أن تعمل في منظومة متكاملة مع ضرورة وصول الثقافة إلى الشباب في القرى والنجوع والجامعات ومراكز الشباب"، مشيراً إلى الدور الهام الذي تلعبه قصور الثقافة في الوصول إلى هؤلاء قبل أن يأتي من يود أن يملأ عقولهم بالتشدد والتطرف وعدم التسامح، مؤكداً أن التربة المصرية التي غرست تسامح الأنبياء ستظل كما هي دائماً". ورأى وزير الثقافة الأسبق شاكر عبدالحميد أن ما تقوم به الوزارة من خلال هذه الفعالية هو أسلوب لمواجهة الإرهاب والروح الظلامية والانتقامية التي تعمل ضد الوطن، مشيراً إلى أن الثقافة هي ثقافة الإبداع والخيال والتفرد والبناء، مطالباً المجلس الأعلى للثقافة بأن يتبنى مؤتمراً حول هذا الأمر. وأكد الفنان سامح الصريطي على ضرورة مواجهة الإرهاب عن طريق الفن والثقافة والرياضة، مضيفاً أن مصر في معركة حقيقية، وأن غياب الثقافة يولد التطرف مطالباً بضرورة التكاتف والعمل وفق رؤية وخطة معلومة للجميع.