أجمعت الصحف الدولية الصادرة أمس، على أن وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل- رحمه الله- كان لاعبا رئيسا في الديبلوماسية العالمية، والوجه الدولي للمملكة العربية السعودية، حيث ظل على رأس وزارة الخارجية السعودية طوال 40 عاما، وهي أطول فترة يقضيها وزير للخارجية في منصبه على مستوى العالم.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الأمير سعود الفيصل واجه الأزمات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط بحكمة، وركز على إبقاء علاقات جيدة مع الدول الغربية.
وذكرت نيوزويك الأميركية أن الأمير سعود الفيصل كان يملك طلاقة في اللغتين العربية والإنجليزية ساعدته على التعامل بديبلوماسية احترافية مع أحداث مهمة، والتي برهن خلالها على براعة في المجاملات الديبلوماسية لإيصال رسالة المملكة بفطنة وطرافة.
وعنونت صحيفة نيويورك بوست الأميركية خبر الوفاة تحت عنوان: "سعود الفيصل، القوة الهادئة في الشرق الأوسط، رحل عن 75 عاما"، مشيرة إلى أن الراحل كان وزيرا حضاريا، تمكن من خلال فطنته من إدارة السياسة الخارجية للبلاد على مدى 40 عاما.
ونقلت عن السفير الأميركي الأسبق لدى الرياض فورد فراكير إعلامه لبلاده بأن الأمير سعود الفيصل أحد أهم الأشخاص، الذي ينفذ وبشكل فعال ما يقوله، لافتا إلى أنه لم يكن بعيدا يوما عن أي قرار يتعلق بالسياسة الخارجية للمملكة، حيث كان دوما في مركز اتخاذ القرار.
وأشارت صحيفة لوس أنجلس تايمز إلى أهمية مواقف الأمير سعود الفيصل في المستويات الإقليمية والعالمية، لافتة إلى أنه تصرف بحكمة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بالتأكيد على أن الإسلام والمسلمين ليسوا أعداء لأي أحد، قائلا في خطاب عام 2004 بمركز السياسة الأوروبية في بروكسل، "لا يمكنك أن تسيء لثقافة ودين عمرهما أكثر من 1400 عام، أو وصمهما بأنهما مفرخة للإرهاب"
فيما عنونت روسيا اليوم "زعماء العالم ينعون الفيصل"، مشيرة إلى تقديم عدد من القادة وكبار المسؤولين العرب والأجانب تعازيهم بوفاة الأمير سعود الفيصل.
وأشارت قناة البي بي سي البريطانية إلى أن الأمير الفيصل كان يعتبر الوجه الدولي للمملكة، وكان ويضطلع بدور ديبلوماسي في القضايا العربية وبذل جهودا كبيرة في مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله - بشأن السلام مع إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها مقابل إعادتها للأراضي العربية المحتلة.