"كنت أنتظر وصوله في هذه الأيام، وتواصلت مع وزارة الخارجية لإبلاغي بموعد قدومه من الخارج للذهاب والسلام عليه، إلا أن القدر كان الأسبق"، بنبرة من الحزن والأسى، استعاد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، آخر تفاصيل العلاقة القصيرة التي جمعته بالأمير الراحل سعود الفيصل.
يقول ياسين في اتصال هاتفي أجرته معه "الوطن" أمس: "على الرغم من الفترة القصيرة التي عايشته خلالها، إلا أنني أشعر بأني تعلمت من الفيصل في أيام ما يمكن أن يتعلمه المرء في سنوات".
ويتذكر وزير الخارجية اليمني، الأيام الثلاثة التي جمعته بالأمير سعود الفيصل ونظرائهم العرب في شرم الشيخ، تحضيرا للقمة العربية الأخيرة. وقال: "كانت تلك الأيام الثلاثة بالنسبة لي وكأنها 30 عاما، حصلت في ختامها على تعميد من الفيصل على هذا المنصب الذي عينت فيه قبل نحو أسبوع من أول لقاء بيننا.. وكانت شهادته وتشجيعه لي هي بمنزلة تعميد منه، رحمه الله، لمنصبي وزيرا للخارجية".
وفيما وصف ياسين، الأمير الراحل بأنه كان ملكا للديبلوماسية العربية والعالمية، قال إن الفيصل كان من أشجع الرجال الذين قابلهم في حياته، ويملك من القيادة والحكمة ما يُفتقد في غيره من سياسيي العالم.
وكانت الأزمة اليمنية حضرت بشكل قوي، في آخر خطاب ألقاه الأمير سعود الفيصل أمام مجلس الشورى أيام كان وزيرا للخارجية، وفيه قال: "إن اليمن السعيد يئن من آلامه، ولقد استُبدلت ابتسامته بدموع على القتلى وألم على ضحاياه، فتنة تكاد تقود اليمن إلى حرب أهلية"، مؤكدا أن الرياض لم تدخر جهدا مع الدول الخليجية والأطراف الدولية الفاعلة في العمل المخلص الحاد، بغية الوصول إلى الحل السلمي لدحر المؤامرة عليه، والتي يقودها الحوثيون وأعوان صالح بدعم من إيران.