يظل حضور الفنان يوسف الجراح في الأعمال الدرامية الرمضانية مطلبا ملحا، وحاجة تفرضها موهبة الرجل، وقدرته على إجادة أدواره باقتدار وتميز.
المتابع لسيرة الفنان الكوميدي الجراح، يجد أنه لم تتهيأ له الفرصة جيدا للعب دور البطولة في كثير من الأعمال الدرامية على امتداد تاريخه الفني الحافل بالكوميديا الظريفة، ورغم محدودية الأدوار التي يلعبها في كثير من الأعمال الدرامية، سواء في المسلسل الكوميدي الشهير "طاش ما طاش" أو المسلسل الذي يعرض حاليا "سيلفي"، إلا أن الرجل يستنهض مهاراته الفنية باقتدار لافت، ولا يتجاهل كثيرا من المتابعين له إجادته للهجة الحجازية بطريقة فريدة، إذ إنه أحد أبناء المدينة المنورة، ومنها يستمد جذوره وأصوله وعاداته ولهجته الفريدة التي تطرب كثيرين.
كثير من المهتمين بالشأن الفني يرون في الجراح فنانا متمردا يجيد تقمص الدور بطريقة عجيبة، ولا يمنع ذلك من بعض الحركات الساخرة، أو العبارات الحجازية التي تعطي للمشهد قوة وإثارة بقصد لفت الانتباه.
ومع كل تلك المميزات التي تعطي الجراح قيمة فنية في لعب أدوار ذات بعد أشمل، إلا أن الرجل بقي بعيدا عن دور البطولة، والتأثير في كثير من الأعمال الدرامية، الأمر الذي جعله يلعب في خانة محدودة لم يخرج عنها منذ سنوات طويلة، مكتفيا بأدوار لا تتواءم مع قدراته وتاريخه الفنية الطويل.
يقول عنه عراب المسرح عمر الجاسر، "يوسف الجراح يعد نكهة وصبغة لا بد من وجودها في أي عمل درامي، وهو في تقديري يعد رافدا من روافد النجاح في أي دور، لما يمتلكه من قدرة عجيبة على لفت انتباه المشاهد بطريقة ظريفة، بعيدا عن الإسفاف والتهريج الذي يصيب المشاهد بالممل.
ولكن المشكلة التي تعترض هذا الفنان المبدع تكمن في عدم توافر أدوار أشمل وأوسع تقوده إلى البطولة المطلقة، أو ربما أن الفرصة لم تحن له بعد ليتمكن خلالها إبراز كثير من المواهب والقدرات التي ما زال يحتفظ بها، أو قد يكون لا يعلم عنها بعد.
أتمنى أن يخوض الجراح غمار الأدوار الأكثر حضورا وتأثيرا في عقلية المشاهد، خصوصا في ظل توافر المنتجين والمؤلفين، مع الخبرة والموهبة اللتين يتميز بهما الرجل.