وصفه بالأرشيف المتحرك، مؤكدا أن ذاكرته كانت تختزل أدق التفاصيل، وقال إنه على الرغم من مرضه إلا أن فكره كان متوقدا، وكان حريصا على أن يحظر كل الاجتماعات لساعات طويلة.. بهذه الإضاءات تحدث وزير المالية العراقي ووزير خارجيتها الأسبق هوشيار زيباري، عن السنوات التي جمعته مع الأمير الراحل سعود الفيصل، الذي وافاه الأجل المحتوم مغرب الأمس.
يتذكر زيباري جيدا، كيف أن الأمير سعود الفيصل كان ينافح من أجل إعلاء المصالح العربية على ما عداها. وقال "كان الراحل صديقا ورفيقا لسنوات طويلة، وعلمنا سوية على الكثير من قضايا المنطقة العربية والإسلامية والوضع في العراق كذلك".
وعلى كثرة اللقاءات التي جمعت الوزير زيباري بالفيصل، إلا أن الأول لا يتذكر أبدا بأن الأمير سعود قد انفعل تجاه أي من زملائه الوزراء. ويقول في اتصال أجرته معه "الوطن" أمس "كان يعزل الجانب الشخصي عن الجانب السياسي، وعلى الرغم من حدة الأزمات والنقاشات إلا أنني لا أتذكر بأنه في يوم من الأيام قد انفعل، فقد كان راقيا جدا في تعاملاته، وأميرا بأخلاقه وكان شديد الحرص على تحقيق الوحدة العربية والإسلامية والتضامن والوصول إلى توافقات في كل القضايا المطروحة، باختصار خسارته ليست على المملكة فحسب بل على العرب والمسلمين".
وطبقا لزيباري، فإن العراقيين يحفظون للأمير سعود الفيصل موقفه وحرصه الشديد على وحدة وعروبة العراق، وضرورة إحلال التوافق الوطني فيه ونبذ الإرهاب والطائفية.
ويضيف الوزير العراقي "مما يحفظه التاريخ وترويه الذاكرة عن الأمير سعود الفيصل الموقف من سورية من أول يوم في الأزمة وحتى رحيله، حيث كان مع حق الشعب السوري في حياة أفضل، وبالعموم فلم يكن الفيصل محايدا إطلاقا في حقوق الشعوب وحريتهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم، وكان يرفض رفضا قاطعا كل الأجندة والتدخلات الخارجية"، معتبرا بأن القضية الفلسطينية كانت القضية الأم بالنسبة له، مؤكدا بأنه على الرغم من رحيله إلا أنه سيبقى علما من أعلام الديبلوماسية العربية والعالمية.