أعدّ وزير الخارجية العمانية يوسف بن علوي وفاة الأمير سعود الفيصل صدمة للديبلوماسية العربية بشكل عام، إذ إنها خسرت قائدا فذا سخر حياته في خدمة القضايا العربية، مشيرا إلى أن غيابه عن المشهد السياسي سيكون واضحا مهما تعدد الوزراء في دول الخليج، لافتا إلى أن رؤية ووضوح الراحل وحبه للخير للجميع ستبقى خالدة ولن يمحوها الزمن.
وقال علوي في حديث إلى "الوطن" مساء أمس: تلقيت نبأ وفاة سموه وكان المصاب جللا، وأول ما خطر ببالي هي تلك المكالمة التي جمعتني به قبل شهرين وكانت تخص الأوضاع في اليمن، وعلى الرغم أن أغلب آرائنا كانت متوافقة إلا أنه ظل يكرر "يا يوسف مهما اختلفنا في وجهات النظر أو اتفقنا إلا أن عزة ومصالح الأمة العربية والإسلامية هي أولى من سعود الفيصل أو غيره". وأضاف: كانت تلك الكلمات مؤثرة بشكل كبير بالنسبة لي وكأنها كلمات وداع أراد أن يجعلها سموه -رحمه الله- خالدة بعد وفاته، لأن الملف اليمني واستقرار اليمن كان شغله الشاغل أخيرا، إضافة إلى بصمته في السياسة العالمية بشكل عام .
وأضاف: الأمير الراحل كان على الرغم من مرضه في السنوات الأخيرة بشكل واضح إلا أنه كان يحرص على الظهور بشكل مختلف عما يحس به في داخله لحرصه على العروبة وأن تكون القضايا العربية تسير في مسارها الصحيح، ولم يظهر في أي لقاء أن يتألم أو يتوجع حرصا منه أنه يمثل دولة عظيمة وقائدة لدول المنطقة بشكل عام، ولا نملك في مثل هذا الموقف إلا أن ندعو له بالرحمة، ونعزي الأسرة الحاكمة في السعودية وأبناء الشعب السعودي.