قرر مجلس علماء باكستان عقد يوم الدفاع عن الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى في الجمعة الرمضانية الأخيرة من كل سنة هجرية في كل أنحاء باكستان.

وأكد ممثل مجلس علماء باكستان سكرتيرها للشؤون الدولية راسخ الكشميري في حديث هاتفي إلى "الوطن" من مدينة لاهور الباكستانية أمس أن المنتسبين إلى المجلس خصصوا اليوم الجمعة للحديث عبر منابر مساجد الأمة وعددها نحو 76 ألفا و300 مسجد، جميعها مسجلة ضمن أوقاف الدولة، للحديث حول المؤامرات التي تحاك سرا وعلانية ضد المسجد الأقصى والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفضح أهدافها وغاياتها التي تتمثل في محاولة لإضعاف الأمة الإسلامية وزعزعة أمن أرض الحرمين الشريفين.

من جهته، أكد رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ محمد الأشرفي أنه لا بد من إيصال الحقائق التي لا يتحدث عنها الإعلام الباكستاني بخصوص محاولات زرع الفتن في أرض الحرمين الشريفين، وأهداف إيران التوسعية في العالم العربي، مستنكرا الهجمات المتكررة التي تشنها الميليشيات الحوثية على أراضي المملكة، لافتا إلى أن الشعب الباكستاني يدين الهجمات الإرهابية التي تشنها الميليشيات على المناطق الحدودية للمملكة بين فينة وأخرى، وأن الجميع يقفون مع المملكة العربية السعودية، ويؤيدون قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الدفاع عن الشرعية باليمن.

وبيّن المجلس في فتوى أصدرها أخيرا أن تهديد أمن المملكة هو تهديد لأمن الحرمين الشريفين، والدفاع عن الحرمين الشريفين واجب ديني على جميع المسلمين، ويجب على باكستان وجميع الدول الإسلامية مؤازرة جهود المملكة في القضاء على التمرد الحوثي باليمن الذي يسعى لزعزعة استقرار المملكة أرض الحرمين الشريفين، وشدد على أنه يجب على جميع المسلمين وضع الخلافات والسياسات جانبا وتوحيد الصف كالبنيان الواحد في وجه كل من يتآمر ضد بلاد الحرمين الشريفين.

وأضافت الفتوى أن الميليشيات الحوثية نقضت العهود والاتفاقات واستوجبت على نفسها حكم الله في قوله تعالى "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله" خاصة بعد أن ثبت أن الميليشيات الحوثية مارست القتل بحق الآمنين ودمرت المساجد والمدارس والمصالح العامة وخرجت على الحكومة الشرعية المنتخبة برأي الشعب اليمني.

يذكر أن مجلس علماء باكستان من الأطراف الباكستانية الدينية المعتدلة التي تأسست في مارس 1990 ومن أهدافها خدمة باكستان، ومناصرة قضايا العالم الإسلامي، كما يرفض المجلس العناصر التي تتخذ من الدين وسيلة لبث التطرف والإرهاب، ويحث على ضرورة إرساء التسامح ما بين الأديان والمذاهب الفكرية، كما أنه يهتم بقضايا وحقوق الأقليات العرقية، إضافة إلى أنه يعمل من أجل نشر اللغة العربية في باكستان. ويعد المجلس من الحركات الدينية السياسية التي دعمت المملكة إعلاميا في باكستان حول مواقفها الأخيرة من شرعية عاصفة الحزم، حيث عارض الموقف البرلماني الباكستاني ودعا إلى ضرورة الوقوف مع المملكة العربية السعودية، كما أنه ساعد في حشد الرأي العام من أجل الدفاع عن أرض الحرمين الشريفين من خلال إقامة المؤتمرات، واجتماعات الجمعة.